تعرضت مجموعة هونغ كونغ المالية لتدقيق تنظيمي والتي أدارت الطرح العام الأولي الذي فاجأ وول ستريت بعدما ارتفع سعر السهم بأكثر من 32000% بعد أيام من ظهوره الأول، والخاص بشركة AMTD Group Co.

يأتي التحقيق بعد ارتفاع القيمة السوقية للشركة التي يديرها المصرفي السابق في UBS Group AG، كالفين تشوي، إلى أكثر من 400 مليار دولار – متجاوزة القيمة السوقية لعمالقة بنوك استثمار وول ستريت مثل غولدمان ساكس، وجي بي مورغان - فيما بلغت إيرادات الشركة في العام المنتهي في إبريل 2021 نحو 25 مليون دولار فقط.

وأجرت لجنة الأوراق المالية والعقود الآجلة في هونغ كونغ SFC تفتيشا في مكتب مجموعة AMTD ومنزل تشوي في فبراير 2021، وهي الإجراءات التي لم يتم الكشف عنها سابقاً، وفقاً لما نقلته وكالة "بلومبرغ" عن مصادر، واطلعت عليه "العربية.نت".

وقال أحد المصادر، إن المحققين كانوا يبحثون في ترتيبات الاكتتابات الخاصة بها حتى نوفمبر الماضي. ولم يكن النطاق الكامل للتحقيق ووضعه الحالي غير واضحين. فيما كانت بعض تحقيقات SFC لا تؤدي أبداً إلى توجيه أي تهم، ويمكن أن تستغرق تلك التي يتم إجراؤها سنوات حتى تصبح علنية.

ويضيف التدقيق الأخير إلى سلسلة من الخلافات في السنوات الأخيرة التي عرضت "تشوي" للعقوبات، إذ يستأنف قرار SFC منفصل بمنعه من العمل في صناعة الأوراق المالية لمدة عامين بسبب ما قال المنظم إنه تضارب في المصالح من وقته كصانع صفقات في UBS.

واتهمت وحدة تابعة لمجموعة China Minsheng Investment Group، التي اشترت حصة كبيرة في AMTD Group في عام 2015، تشوي علناً بالاحتيال المالي، حتى أنها وضعت ملصقات عليها وجهه في شوارع هونغ كونغ، وفقاً لتقرير Caixin لعام 2020.

من جانبه، حذر رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية غاري جينسلر مراراً وتكراراً من مخاطر الاستثمار في الشركات الصينية وقال الأسبوع الماضي إن الهيئة التنظيمية تولي اهتماماً وثيقاً لتحركات السوق الجامحة، دون ذكر أي شركة على وجه التحديد.

اتفاق على شراء الاكتتابات

ووفقاً لأشخاص على دراية بكيفية ترتيب AMTD للصفقات، عملت الشركة مع مستثمرين مختارين لتغطية النقص في الطلب على الاكتتابات الأولية. إذ يتضمن الاتفاق أنه بعد الاكتتاب العام، ستستثمر الشركة المدرجة حديثاً مبالغ مماثلة مما جمعته في منتجات الثروة التي تديرها شركات مرتبطة بـ AMTD، على حد قول الأشخاص.

وقالت المصادر إنه إذا ارتفعت أسهم الشركة المدرجة حديثاً بعد الاكتتاب العام، فسيقوم المستثمرون ببيع أسهم الشركة المدرجة وتقاسم الأرباح معها. فيما أضافت المصادر أن مُصدر الاكتتاب العام سوف يسترد بعد ذلك استثماراته في منتجات الثروة المرتبطة بـ AMTD. كما أن المُصدر سيغطي أي خسائر محتملة يتكبدها المستثمرون المختارون في الاكتتاب العام.

وتظهر الوثائق التي اطلعت عليها بلومبرغ نيوز علاقات وثيقة بين بعض المستثمرين. إذ تظهر الوثائق أن 3 شركات استثمرت في أحد الاكتتابات العامة الأخيرة التي تم الاكتتاب فيها من قبل AMTD.

وبدون موافقة مسبقة من المنظمين، تحظر قواعد الإدراج في هونغ كونغ على شركات التأمين تخصيص أسهم الاكتتاب العام لـ "العملاء المرتبطين" أو الشركات المرشحة ما لم يتم الكشف عن اسم المستفيد النهائي، وفقاً لإرشادات الطرح.

ساعدت مجموعة AMTD في ترتيب ما لا يقل عن 62 اكتتاباً أولياً في هونغ كونغ والولايات المتحدة، بما في ذلك تلك الخاصة بشركة إيبانغ إنترناشيونال وMolecular Data، اللتين جمعتا معاً ما يقرب من 200 مليون دولار في نيويورك في عام 2020.

وفي تقرير صدر في أبريل 2021، زعمت شركة هيندنبرغ للأبحاث، البائع على المكشوف، أن الشركتين حولتا غالبية الأموال التي تم جمعها إلى سندات صادرة عن شركات مرتبطة بـ AMTD.

وفي بيان صدر العام الماضي، قالت إيبانغ إنها، كجزء من إدارة الخزانة لديها، استثمرت عائدات في السندات في "معاملات تجارية بحتة يسرتها AMTD"، واستردت الاستثمار بالكامل.

الشركات المرتبطة

لطالما ابتليت سوق هونغ كونغ بمزاعم عن معاملات بين شركات مرتبطة بشكل وثيق. وفي عام 2018، اتهم رئيس إنفاذ القانون في SFC "شبكة شائنة" من الشركات المدرجة والوسطاء ومقرضي الأموال والمستشارين بإثراء أنفسهم على حساب المستثمرين. ومنذ ذلك الحين، فرضت الهيئة التنظيمية قيوداً على سوق رؤوس الأموال الصغيرة، المعروفة باسم GEM، لاستئصال التقلبات الشديدة في الأسعار الناجمة عما يسمى بمخططات "الانحدار والإغراق" التي أدت إلى تضخيم قيمة الشركات ذات التداول الضئيل.

وبالمثل، تربك التقلبات الشديدة الآن المستثمرين الأميركيين. إذ ارتفعت أسهم AMTD Digital لتصل إلى 2555.30 دولاراً من سعر الاكتتاب العام الأولي البالغ 7.80 دولاراً، قبل أن تنخفض مرة أخرى إلى 186.93 دولاراً يوم الأربعاء. كما ارتفعت أسهم شركة تابعة أخرى، AMTD Idea Group، بنسبة 536% في نيويورك. وقفزت شركة Magic Empire Global Ltd، وهي شركة خدمات مالية قليلة المعرفة - غير منتسبة لـ AMTD - بما يصل إلى 2825% بعد ظهورها لأول مرة في 6 أغسطس قبل أن تتعثر مرة أخرى. وشهدت الشركات الصينية أو التي تتخذ من هونغ كونغ مقرا لها تقلبات كبيرة بعد إدراجها في نيويورك.