ضمن خطة تستهدف جذب 3 أضعاف السياح الأجانب بحلول نهاية العقد
إطلاق شركة طيران سعودية جديدة
تستعد المملكة العربية السعودية لإطلاق ناقلة طيران وطنية جديدة “قريبا جدا”، مما يضع ركيزة أساسية لرؤية المملكة 2030، وهي خطة تهدف إلى جذب 3 أضعاف عدد السياح الأجانب بحلول نهاية العقد.
وستلعب الناقلة، التي سيكون مقرها مطار الملك خالد الدولي في الرياض، دورا محوريا في خطة السعوديين لبدء “العصر الذهبي للسفر” في البلاد وتحويلها إلى واحدة من مراكز الطيران الرائدة في الشرق الأوسط بحسب موقع thenationalnews مؤخرا.
في مايو، أعلن مسؤولون سعوديون عن استراتيجية طيران تستهدف 250 وجهة مباشرة، مما أدى إلى مضاعفة حركة المرور 3 مرات وإنشاء شركة طيران جديدة.
وقال نائب الرئيس للاستراتيجية وذكاء الأعمال في الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة العربية السعودية محمد الخريسي، لصحيفة “ذا ناشيونال” إن اللمسات الأخيرة تجري على خطط الكشف عن الناقلة، وأضاف في معرض “فارنبورو” الدولي للطيران في المملكة المتحدة: “أعلم أنها ستطير قريبا جدا”، ورفض الخريسي تحديد عدد الوظائف التي يهدف المشروع إلى خلقها، لكنه أشار إلى أن رؤية 2030 تهدف إلى فتح 1.1 مليون وظيفة في قطاعات متعددة، وقال إن قطاع الطيران هو مفتاح نجاح الخطة، وسيثبت أنه “حاسم حقا” في تحقيق الهدف الطموح.
وتابع: “يتيح الطيران قطاعات متعددة، السياحة والتجارة والاستثمارات الأجنبية المباشرة والعلاقات مع مختلف البلدان، ويمكن تمكين استراتيجية السياحة الكاملة من خلال الطيران القوي، نريد جذب 100 مليون سائح بحلول عام 2030، ونحتاج إلى التأكد من أن لديك القدرة الاستيعابية المناسبة”.
وسيلعب طرح شركة طيران جديدة، والتي ستعمل جنبا إلى جنب مع الناقل الوطني السعودية – الخطوط الجوية العربية السعودية– دورا رئيسيا في خطة الحكومة لتنويع اقتصادها وتعزيز السياحة وتقليل الاعتماد على النفط.
الاستدامة هي في صميم الخطة وزيادة عدد النساء في القوى العاملة هو أيضا على رأس جدول الأعمال. ومن المتوقع أن تدفع الخطة المملكة العربية السعودية إلى المركز الخامس من حيث حركة المسافرين الجويين العالمية.
وأوضح الخريسي إن المملكة تسعى إلى الاستفادة من موقعها الاستراتيجي والعمل كمركز للروابط بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، ويعاني قطاع الطيران العالمي من نقص في الموظفين وسط انتعاش مفاجئ في الطلب على السفر، وهنا كانت مشاهد الفوضى في المطارات في المملكة المتحدة وعبر أوروبا في الأسابيع الأخيرة، وقال إن قطاع الطيران السعودي يحقق مكاسب قوية من حيث أعداد المسافرين مع إعادة فتح السفر الدولي، وقد نجا من المشكلات التي تعصف بالمطارات في مناطق أخرى، وتعني العلامات الواعدة أن الهيئة العامة للطيران المدني واثقة من أن مدخلاتها في رؤية 2030 ستذهب إلى الخطة. وأضاف: “على أساس شهري، أعتقد أننا تعافينا إلى مستويات ما قبل الوباء لشهر يونيو على سبيل المثال، وذلك إشارة رائعة”.
“نحن نتعافى بشكل أسرع مما توقعه الجميع، في السابق كنا نقول 2024 إلى 2026 لاستعادة مستويات ما قبل الوباء، واليوم نشهد تعافياً سريعاً للغاية يدفعنا إلى أن نكون أكثر استعداداً من حيث البنية التحتية للمطارات ورأس المال البشري، فضلاً عن الاستعداد العام، لذلك نحن مرتاحون للغاية ونرى علامات واعدة جدا على الشفاء العاجل”.
وخلال خطاب ألقاه في فارنبورو جنوب إنجلترا، أعلن الخريصي عن خفض رسوم الهبوط والإقلاع في المطارات لشركات الطيران التي تستخدم المطارات في المملكة العربية السعودية، وقال: “يسعدني جدا أن أعلن في فارنبورو أن المملكة العربية السعودية ستخفض رسوم المطارات لجميع شركات الطيران القادمة إلى المملكة بنسبة تتراوح بين 10 و 35 %”. وتأتي هذه الخطوة على خلفية خلاف بين شركات الطيران والمطارات، واتهم الاتحاد الدولي للنقل الجوي المطارات برفع الرسوم إلى مستويات غير معقولة في الوقت الذي تسعى فيه لتعويض الخسائر الفادحة التي تكبدتها خلال الوباء على حساب شركات الطيران التي تحاول أيضا التعافي، ويأتي قرار السعودية بخفض رسوم المطارات وسط منافسة شديدة من مراكز عالمية راسخة في المنطقة، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة وقطر.
السوق الأسرع نموا في الشرق الأوسط
قال المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) إن قطاع السفر والسياحة في المملكة العربية السعودية سينمو بمعدل 11 % سنويا خلال العقد المقبل، مما يجعله السوق الأسرع نموا في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يعزز النمو السنوي في الصناعة الانتعاش الاقتصادي العام للمملكة، حسبما ذكرت هيئة السياحة العالمية في بيان يوم الاثنين. وبحلول عام 2032، قد تصل مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية إلى ما يقرب من 635 مليار ريال سعودي (169 مليار دولار)، وهو ما يمثل 17.1 % من إجمالي اقتصاد المملكة.
وقالت جوليا سيمبسون، الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس العالمي للسفر والسياحة “سيصبح السفر والسياحة قوة دافعة للاقتصاد السعودي وسيتجاوزان الأهداف المحددة في مخطط رؤية 2030”. كانت المملكة العربية السعودية تعمل على تطوير صناعة السياحة قبل تفشي كوفيد - 19، كجزء من جهودها لتنويع اقتصاد البلاد والابتعاد عن الاعتماد على النفط.
وفي مايو، حققت المملكة ثاني أكبر تحسن في الترتيب بين 117 دولة ظهرت في مؤشر المنتدى الاقتصادي العالمي للسفر والسياحة. من عام 2019 إلى عام 2021 ، تقدمت المملكة العربية السعودية إلى المرتبة 33 من المرتبة 43، حيث ارتفعت درجاتها بنسبة 2.3 %.
يمكن أن تتضاعف العمالة في قطاع السفر والسياحة في المملكة العربية السعودية على مدى السنوات العشر المقبلة، مما يخلق أكثر من 1.4 مليون وظيفة، ليصل إلى ما يقرب من 3 ملايين موظف في القطاع بحلول عام 2032، وفقا لتوقعات المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)، وبحلول عام 2023، يمكن أن تتجاوز مساهمة قطاع السفر والسياحة السعودي في الاقتصاد الوطني مستويات ما قبل الجائحة، حيث من المتوقع أن ترتفع بنسبة 2 % عن مستويات عام 2019، لتصل إلى ما يقرب من 297 مليار ريال.
وقالت هيئة السياحة إن التوظيف في القطاع قد يتجاوز أيضا مستويات عام 2019 بنسبة 14.1 % بحلول نهاية العام المقبل. وبحلول نهاية عام 2022 من المتوقع أن تنمو مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة 15.2 % لتصل إلى ما يقرب من 223 مليار ريال، أي ما يعادل 7.2 % من إجمالي الناتج الاقتصادي، في حين من المتوقع أن ينمو التوظيف في القطاع بنسبة 16.1 % ليصل إلى أكثر من 1.5 مليون وظيفة.
ومن المقرر أن تستضيف المملكة القمة العالمية الـ 22 للمجلس العالمي للسفر والسياحة في الرياض في نوفمبر من هذا العام، وقالت سيمبسون: “يسعدني أن تستضيف المملكة قمتنا العالمية الـ 22، حيث سنتمكن من مواصلة جهودنا لعرض أهمية قطاع السفر والسياحة والتطلع إلى مستقبل السفر”.
قبل الجائحة، بلغ إجمالي مساهمة قطاع السفر والسياحة في المملكة العربية السعودية في الناتج المحلي الإجمالي 9.7 % (291.6 مليار ريال) في عام 2019، لينخفض إلى 6.6 % فقط (190.6 مليار ريال) في عام 2020.
كما دعم القطاع ما يقرب من 1.6 مليون وظيفة، قبل التوقف شبه الكامل للسفر الدولي، مما أدى إلى فقدان 350 ألف وظيفة (22.2 %)، ليصل إلى ما يزيد قليلاً عن 1.2 مليون وظيفة في عام 2020.
المصدر: thenationalnews