العدد 5059
الأحد 21 أغسطس 2022
banner
رب ضارة نافعة
الأحد 21 أغسطس 2022

سبحان الذي يرزق من يشاء بغير حساب، من يومين فقط كان هناك حساب على مواقع التواصل الاجتماعي ينشد التواجد الملموس وسط هذا الكم الهائل من المشاريع الصغيرة التي تقوم عليها نساء فضليات من منازلهن، كان الحساب صاحب القصة ينشد تواجدا بين جمهور الزبائن، فأقبل على إرسال بعض منتجاته إلى أحد مشاهير عالم السوشال ميديا، ورغم أن هذا الشخص قبل أن يروج للحساب مجانا وبدون مقابل، إلا أن أصحاب الحساب تفاجأوا بأن الأخير أساء إلى منتجهم بدلا من المدح.
الحقيقة أن كل شخص في هذا العالم له الحرية التامة في إبداء رأيه حول أي منتج، لكن مشكلة الاستعراض في العلن ورفض المنتج وتقييمه بأنه (ما عجبه) لا يجوز على الملأ، نعم لا يجوز حقيقة أن أجرح أحدهم أو أن أتطاول عليه أو أن أكسر قلبه برأي سلبي عن منتج تم تقديمه بكل حب، كان باستطاعة المشهور أن يعتذر لصاحبة المشروع عن نشر الإعلان، أو أن يوجه نقده بغرض تطوير المنتج سرا، ما حدث حقيقة لم يكن مقبولا، خصوصا أن الكل يعلم أن هذه الحسابات الصغيرة تنشد رزقها البسيط وتكد من عرق جبينها وليست محلا تجاريا كبيرا أو شركة لن تتأثر بدعاية أحدهم السلبية!
لكنه سبحانه موزع الأرزاق الذي جعل من فعل المشهور دعاية حقيقية ومجانية لهذا الحساب، فأقبل الجميع على حسابها جبرا للخاطر و”فزعة” لما تعرضت له من أقل ما يوصف بالتشهير.
أين ذهبت قلوب مشاهير السوشال ميديا، ودعني أحدثك بالعامية في هذا المقطع الموجه لك أنت بالتحديد يا من كسرت خاطر امرأة كبيرة ومريضة، “على بالك انه حساب صغير وبتصور روحك في صورة الحيادي يا زعم وانك ذي عجبك وذي لا؟”.
في السماء رزقكم وما توعدون، أبسط جملة من الممكن الرد بها على أي شخص استكثر أن يجبر خاطر أحد أو يساعد أحدا أو يروج لمحتاج، ورب ضارة نافعة، فلولا تلك الدعاية السيئة لما تكاتفت القلوب حول هذا الحساب وراعته، وإن دل ذلك على شيء فهو يدل على الخير الكثير في قلوب الناس، وأنه واجب علينا من الآن فصاعدا أن نفرق بين السمين والغث في كل ما يدور حولنا من أحداث ومواقف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية