العدد 5063
الخميس 25 أغسطس 2022
banner
رئاسة أميركا ورئاسة أنديتنا
الخميس 25 أغسطس 2022

ثقافة تقبل النقد مفقودة!
قبل أن أبدأ بالكتابة، يجب أن يعي الجميع أننا لا نقصد أحدًا معينًا من خلال طرحنا لهذا الموضوع الحساس والمؤثر، ولكن “اللي على راسه بطحه يتحسسها”!
التغيير سنة الحياة، هل نؤمن بذلك؟
التغيير أساس التطوير، هل نؤمن بذلك؟
الفكر المتجدد عمود النجاح، هل نؤمن بذلك؟
الدماء الشابة شريان الاستمرار، هل نؤمن بذلك؟
لعله من الغرابة أننا ننشد التطوير ولا نؤمن بالتغيير، ونطالب بالنجاح ولا نؤمن بإفساح المجال للدماء الجديدة في تولي مهمة التطوير والتي أصبحت الشغل الشاغل في الوسط الشبابي والرياضي. 
والأعجب من ذلك أن ثقافة تقبل النقد البناء الهادف والذي يساهم في عملية التطوير والبناء أصبحت عند البعض مرفوضة وغير قابلة للنقاش. لن يكون هناك تطور صحيح بدون إعلام قوي وسقف عالٍ لحرية الرأي المكفولة.
رئاسة بعض الأندية لعشرات السنين
كلنا نعلم أن رئاسة الولايات المتحدة الأميركية (من الدول العظمى) مدتها أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة “فقط” وليس أكثر وبالانتخاب مهما كان عمل الرئيس مميزًا. 
وكلنا نعلم أن هناك بعض الأندية والتي يترأسها رئيس مجلس الإدارة لفترات زمنية طويلة جدًا فاقت العشرين والثلاثين سنة وكذلك بعض أعضاء مجالس الإدارات سواء في الأندية أو الاتحادات!
والأدهى من ذلك أنه بعض الرؤساء أو الأعضاء “المعمِّرين” لايوجد لديهم أي إنجاز يُذكر، لا على مستوى العمل الشخصي أو العمل الجماعي.
ما يعني أن هناك عقبات في تحقيق طموح العديد من الكوادر الوطنية الشابة والتي تحلم في خدمة أنديتها أو الاتحادات، واصطدامها بالواقع المر الذي تعيشه بعض الأندية. 
وهذا واقع أليم يجب أن نواجهه بكل صراحة ومنطقية، وبدون عتاب أو زعل، لأنه واقع موجود وليس من ضرب الخيال.
ما هو سر التشبث بالكراسي؟
الغريب في الأمر أن هناك العديد من الرؤساء والأعضاء ممن يفشلون في مهمتهم أو في عملهم من خلال مجالس الإدارات ولا يساهمون في تطوير النادي أو الاتحاد للمدة الرسمية لعضويتهم وهي أربع سنوات، وتراهم يترشحون مرة أخرى وأخرى وأخرى لانتخابات مجلس الإدارة وعدم فسح المجال لكوادر جديدة لدخول العمل الرياضي. 
وكذلك عدم اعترافهم بالفشل وعدم تقبلهم النقد البناء ومحاربة من ينقد عملهم وليس شخوصهم، وكذلك عدم امتلاكهم الشجاعة والجرأة بالاعتراف بالفشل وامتلاك سياسة الاستقالة أو الابتعاد.
خلاصة الهجمة المرتدة
إذا أردنا فعلًا تطوير الحركة الشبابية والرياضية في البلد علينا أولًا العمل على تقوية الجمعيات العمومية في الأندية وإعادة هيبتها لتمارس دورها الرقابي والمحاسبي على مجالس الإدارات، واختيار أفضل الكوادر البشرية ذات الكفاءة والمقدرة على صنع حركة التغيير والتطوير والتي أصبحت هاجس كل مواطن مخلص يحب الخير للوطن ولقيادتنا الحكيمة حفظها الله ورعاها
ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. 
وختامًا هذا قلمي... 
إن لم يكن ذو قيمة وفائدة للوطن والمواطن... فلا خيرَ فيه من قلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .