العدد 5070
الخميس 01 سبتمبر 2022
banner
كاريش مقابل قانا
الخميس 01 سبتمبر 2022

تترقب الأوساط الدولية رد الوسيط الأميركي بين لبنان وإسرائيل على المقترح اللبناني فيما يتعلق بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية، والتي من المفترض أن تحمل تطوراً كبيراً في هذا الملف الذي تتنازع فيه الدولتان على ما مساحته 860 ألف كيلومتر بحريا، فالتقارير الإعلامية تشير إلى قرب التوصل لاتفاق تتنازل بمقتضاه لبنان عن مطالبها السابقة بحدود الخط 29 مقابل الحصول على ما وراء الخط 23، ما يعني سيطرة إسرائيل على حقل كاريش بالكامل مقابل سيادة لبنان على حقل قانا.
التوصل لاتفاق نهائي في هذا الوقت بالتحديد مهم جداً ليس فقط للدولتين المتنازعتين، بل للعالم بأسره الذي يعلق آمالا كبيرة على هذا الملف، ففي ظل الأوضاع الراهنة وما يشهده العالم من نقص في تدفق الطاقة جراء الحرب الروسية الأوكرانية فإن أي مصدر - يمكن أن يشكل بديلا لشح إمدادات الطاقة التي كانت روسيا تزود بها العالم - مهم وحيوي جداً، وهذا ما سيشكله بالتحديد النفط والغاز الذي سيستخرج من هذه المنطقة الغنية بموارد الطاقة بحسب الدراسات الجيولوجية. على نطاق أصغر فإن بيروت بحاجة ماسة إلى الأموال التي ستعود على الدولة إثر التوصل لاتفاق يمكنها من تحصيل أموال تسعفها في أزمتها الحالية التي مازالت تزداد سوءا خصوصاً تلك المتعلقة بالمحروقات.
على الرغم من حالة التفاؤل التي تسود الأوساط الدولية بشأن توقيع الاتفاق، إضافة إلى أن المخاوف من فعل من الممكن أن يقدم عليه حزب الله خلال الفترة القادمة مازال قائماً، خصوصاً إذا ما استذكرنا قيامهم بإرسال مسيرات جوية لحقل كاريش خلال الفترة الماضية، وهو الفعل الذي كان من الممكن أن يتطور في حال قامت إسرائيل بفعل مضاد، إلا أنه ولسبب ربما يتمثل في محاولة عدم التصعيد في سبيل توقيع الاتفاق لم ترد تل أبيب على ما أقدم عليه حزب الله. 
شخصيا أعتقد أن حزب الله لن يصعد لما هو أكثر من ذلك، فحسن نصر الله يدرك وضع لبنان خلال هذه الفترة، ويعلم أن التصعيد لن يصب في مصلحته، لكن لا ضير من بعض التكسب الإعلامي على هامش أي اتفاق من المزمع أن يبرم خلال الأيام القادمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية