العدد 5073
الأحد 04 سبتمبر 2022
banner
من بين مئة شخص
الأحد 04 سبتمبر 2022

يقول الفيلسوف الألماني أرتور شوبنهاور “من بين مئة شخص، يوجد بالكاد شخص واحد يستحق أن نجادله، أما بالنسبة للآخرين، فلنتركهم يقولون ما يريدون، لأن من حق الناس أن يهذوا”.
مقولة جميلة وحكيمة، تختزل حال البعض هذه الأيام، ممن اصطفوا اصطفافا في طوابير “الرويبضة”، داسين أنوفهم بكل شاردة وواردة عن الشأن العام، وعن قضايا المجتمع، وعن حقوق وواجبات الناس، ولربما الانتخابات بالفترة الأخيرة، والمترشحين تحديداً.
كومة من “الرويبضة” خرجوا على غفلة، ليحاولوا أخذ دور أئمة المساجد، والباحثين الاجتماعيين، والكتاب، والمثقفين، والمحللين السياسيين، والمتنورين، والصحافيين، والمفكرين.
بل إنهم يحاولون أخذ المسؤولية الاجتماعية من جهات ووزارات حكومية، فهم - كما يرون - الواعون، و”الشطار”، والعارفون بخفايا الأمور، والملمون بالحقائق، والشجعان بطرح الرأي، بكومة فكر مُختلق، لا يتعدى كونه “كومة هراء ليس إلا”.
ما يحدث بمنصات “السوشال ميديا” من مهازل حوارية من قبل “الرويبضة” هو أقرب للفضفضة الفارغة وتسجيل الحضور، بحثاً عن الشهرة المصطنعة، على حساب كرامة الإنسان، ومصلحة المواطن، واستقراره، محولين تقنيات الاتصال الحديثة لهراوات ومطارق وفؤوس يحاولون خلالها ترويع الناس، وتخويفهم، وإخراجهم من الساحات وتسيدها من قبلهم (هم).
الحديث عن الشأن العام، يتطلب المعرفة والدراية والاحترام والذوق والأدب في وضع الحدود المناسبة مع الآخرين، وعدم شراء العداوة معهم، وهو ما يغيب عن الأذهان أحياناً، فحمى الشهرة لذيذة، لكنها زائلة لأن “ما بني على باطل فهو باطل” ودمتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية