تلقيت كغيري من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مصدره إحدى القنوات الإخبارية عن طفل باكستاني لم يتجاوز العاشرة ربيعًا، وهو يعمل في مسح الأحذية “أكرمكم الله”، وقد قام بالتبرع لضحايا الفيضانات التي اجتاحت مؤخرا بلاده، صراحة تعاطفت بل تأثرت كثيرًا من هذا المقطع الذي يبين أن الدنيا بخير، هذا الطفل أعطانا درسا في العطاء وحب الخير للغير.
حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وكعادة جلالته أصدر توجيهاته السامية للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بتولي الإشراف على تقديم مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة لجمهورية باكستان الإسلامية، وذلك لمساعدتهم في محنتهم والتخفيف من هذا المصاب الأليم الذي يمرون به جراء الأمطار والفيضانات الغزيرة التي خلفت دمارا كبيرا في البنى التحتية وتسببت في مقتل وتشريد الكثير من الأبرياء.
لاشك أن مبادرة جلالة الملك تعتبر قمة في الرقي والإنسانية، فجلالته ضرب أروع الأمثلة في عمل الخير والعطاء لجميع دول العالم بلا استثناء، وفي مشارق الأرض ومغاربها، وفي اعتقادي الشخصي ان مملكة البحرين تعتبر من أوائل الدول إن لم تكن الأولى التي بادرت بتقديم الدعم والمساعدة، والمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية منذ تأسيسها عام 2001 قامت بالكثير من الأعمال الإنسانية في جميع بقاع العالم، ونلاحظ أن اسم المؤسسة يؤكد نظرة جلالته الثاقبة لإعطاء البعد الإنساني حقه وأهميته لتحقيق رؤية وأهداف المؤسسة، وجهود المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية محل تقدير واحترام من قبل الجميع، فالدكتور مصطفى السيد الأمين العام وفريق عمله الذين يعملون بلا كلل يقومون بجهود مضنية وجبارة واستثنائية ومقدرة لتنظيم مثل هذه المبادرات مع دول كثيرة على الرغم من ظروف وصعوبة العمل، كما أن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة يحرص بنفسه على متابعة كل صغيرة وكبيرة مع فريق عمل المؤسسة لتحقيق أهداف ورؤى جلالته حفظه الله. 
وتفاجأت وأنا في خضم كتابة المقال بخبر فياضانات “السودان” الشقيقة، وقد حذرت الأمم المتحدة من أن السيول والفيضانات الناجمة يمكن أن توثر على 460 ألف شخص، وكلي أمل أن تقوم جمعية الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني بحملة جمع تبرعات مادية وعينية وفتح الباب لكل من ينوي عمل الخير والتصدق لأشقائنا في باكستان والسودان.