لو عاد بي الزمان لاخترت نفس الاختيارات السابقة، خصوصا فيما يتعلق بمساراتي المهنية والأكاديمية، فقد أضافت لي تجربة الدراسة الكثير، وفتحت لي الآفاق لأقابل الكثير من الأشخاص وتجاربهم وما يحملونه من علوم مختلفة، كما تأكدت لي نظريات مهمة منها أن العلم لا ينضب ولا ينتهي، فخلال ما يزيد على الأربع سنوات وبمتابعة حثيثة من مشرفي الأفاضل بجامعة الخليج العربي كانت هناك تعديلات لا تنتهي على خلاصة العمل الخاص بالبحث العلمي، وكل تعديل كان يعقبه تعديل، ما أكد لي أن البحث قابل للتغير لآخر يوم في الحياة.
لم تكن تجربة سهلة كما يظن البعض، فكم من ليلة بكيت فيها، وكم من يوم استيقظت وفي نيتي أن أتوقف عن البحث وألا أكمل ما بدأت، لكنها الإرادة والرغبة والتسهيل من رب العالمين أن التقيت بعلماء وأساتذة استطاعوا أن يضيفوا إلى تجربتي وأن يلهموني فيما بدأت فيه، وكنت أكثر من سعيدة بأن أكون من أوائل من اشتركوا في مسابقة الابتكار “فكرة”، وأن أعمل على تطوير ما تعلمته من مقررات الابتكار في الجامعة، ومازلت أؤكد أن الابتكار خطوة للأمام في كل العلوم، فلا علم يقف عند ما هو عليه، بل إن الابتكار سمة أساسية فيما يتم تقديمه للمجتمع بأسره، ولا غنى عن الابتكار في علم الإعلام بالتحديد، وأستغرب ممن يعتقد أن الابتكار خاص بريادة الأعمال فقط، أو أنه مقتصر على تخصص إدارة الأعمال! فيما نرى من حولنا الابتكار يغزو العلوم كلها ولاسيما الإعلام الذي تحول من مسار كلاسيكي إلى طفرة نوعية وتقنية في عالم الاتصالات والإعلام الجديد، ولا يخفى عليكم الكم الهائل من هذا التطور الدراماتيكي الذي سيحول بعض نظريات الإعلام إلى الاندثار لا محالة، خصوصا مع التطورات التقنية الهائلة والسرعة في انتشار الأخبار والتسويق الإعلامي الإلكتروني وغيرها من الأمور.
لقد آثرت في بحثي أن أقيس أثر وسائل التواصل الاجتماعي على أداء الإعلاميين الابتكاري، وحتى أصل إلى ذلك المتغير كان يستوجب علي أن أقيس عددا من المتغيرات منها التفكير الإبداعي والسلوك الابتكاري حتى أصل للأداء، والأصل في ذلك أن سلوك المرء قد لا يتوافق مع أدائه، أو العكس، ويطول شرح ذلك إلا انه لن يثنيني عن تمسكي بفكرة أهمية الابتكار في علوم الإعلام.