حراك اجتماعي قوي، تشهده البحرين هذه الأيام، بسبب قرب الاستحقاق الانتخابي “النيابي والبلدي”، حراك حَوّلَ الكبير والصغير إلى مفت بكل شيء، وعارف بكل شيء، وملم بكل شيء، وحول المواطن إلى قبلة الجميع، فالكل يبحث الآن عن رضاه، وعن أولوياته واحتياجاته، وأوجاعه.
هذا الحال لم يكن موجوداً قبل عدة شهور، لكنه يحدث الآن بسبب الانتخابات، وسيستمر حتى انتهاء التصويت، وإعلان النتائج، ليعود البعض “فائزا أو خاسرا” إلى منزله، ويبدأ ممارسة حياته السابقة كما هي، “دون أي وجع راس”، لا بالناس، ولا بما يهمهم.
أستغرب كثيراً، من ضرورة وجود حدث ما، أو مناسبة ما، حتى يستشعر البعض مسؤولياته الأخلاقية تجاه الآخرين، خصوصا أبناء بلده أصحاب الدخل المحدود، والذين يحتاجون اللفتة، والوقفة، والمساعدة، والسؤال، والسعي في الحصول على الخدمة.
حال اليوم يدفعنا للتساؤل: لماذا يربط البعض القيم والمواقف بالمصالح الشخصية؟ ولماذا تنتهي مع انتفائها؟ ولماذا لا تكون هناك قناعة بأن ما يعطى لوجه الله، ولو بخدمة، سيرجع لصاحبه أرتالا مرتلة؟
في المواسم الانتخابية الماضية، رأينا أسماء رنانة في المجلس النيابي، لكنها فور خروجها من المجلس، اختفت وذابت كقطعة سكر في كوب من الشاي الثقيل، لا حضور لها في المجتمع، ولا بين الناس، ولو بكلمة صالحة، وكأن دورهم لا يكون إلا والراتب الضخم يزج في حساباتهم بنهاية كل شهر، وهو أمر مؤسف، ومؤلم، ولا يعكس هوية البلد الطيبة ولا بشعرة.