العدد 5086
السبت 17 سبتمبر 2022
banner
دروس وعبر في التربية
السبت 17 سبتمبر 2022

تلقيت مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي يستحق الإشادة، حيث تم عرض هذا الفيديو على طلبة المدارس في الصين، وبه مقاطع مصورة عما يمارسه الآباء من أعمال شاقة من أجل توفير حياة كريمة لأبنائهم.. هذا الفيديو لقي تفاعلا وتعاطفا من قبل الطلبة وترك بلا شك أثرا كبيرا في نفوسهم، لدرجة أن عددًا منهم بكى من شدة تأثره وإحساسه بالذنب والتقصير تجاه والديه.
إن عرض مثل هذه الصور أو الأفلام الواقعية له جانب تربوي وتعليمي مهم جدا، وحتمًا سيؤثر بشكل إيجابي على سلوكيات أبنائنا الطلبة، حيث تأثرت السلوكيات وتغيرت كثيرًا، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر الإهمال وعدم الاكتراث وعدم تحمل المسؤولية. نعم ليس عيبًا أن نظهر لأبنائنا مشقة الحياة وصعوبتها، فمن المهم أن يعلموا ويدركوا معاناة الآباء وصعوبة الحياة وتضحياتهم، وليس عيبًا أن نظهر لهم طبيعة أعمالنا ووظائفنا وإن كانت دنيوية، فالأهم هو توصيل تلك المشاهد والصور ليشاهدوا كيف هي الحياة صعبة وكيف استطاع الآباء بصبرهم وعنائهم تحدي هذا الوضع. الكل يتفق على أننا نعاني من أزمة وصعوبة حقيقية في تربية الجيل الجديد، وفي اعتقادي ان هذه الحالة غير المقبولة موجودة في كل عائلة وإن اختلفت درجاتها، اللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية ولو في أدنى الأمور، فلدينا جيل معظمه يتصرف وكأنه ضيف، لا يساهم في أية مسؤولية حتى بعد حصوله على وظيفة.
إن تحمل المسؤولية في تربية الأبناء يزرعها الوالدان منذ الصغر ولا نتوقع أن نخلق الثقافة الصحيحة في ليلة وضحاها! فالتربية مسؤولية مشتركة يتقاسمها أولياء الأمور والمدرسة، ومع كل احترامي وتقديري فإن التربية مفقودة في مناهج التعليم في مدارسنا! الكاتب صلاح محمد عبدالدايم كتب موضوعا يستحق القراءة وهو عن صدور قرار من وزارة التعليم الصينية بإعداد خطة لإضافة مادة عن “الرجولة” في المناهج الدراسية الأولى، حيث ذكر أن المسؤولين لاحظوا أن فتيان هذا الجيل أصبحوا ناعمين أكثر من اللازم! وقد أوضحت الحكومة الصينية عن طريق مستشارها سي زيفو أن ربات البيوت والمعلمات أفسدن الصبية الصينيين في المدارس، مضيفًا أن الأولاد سيصبحون حساسين وخجولين وربما شاذين ما لم يتم اتخاذ إجراءات وقرارات جادة وسريعة وجريئة لمعالجة هذه القضية. علينا إعادة مراجعة مناهجنا وكتبنا وطرق التدريس وأساليب التربية الحديثة والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في التربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .