بدأنا العام الدراسي الجديد، بدأنا إرسال واستقبال فلذات أكبادنا في المدارس بعد غياب قارب العامين، من كان في الروضة دخل الصف الأول ومن كان بالصف الأول دخل الثالث ومن كان في الثانوي تخرج والتحق بالجامعة وهكذا!
الحقيقة أن هذا الجيل واجه ما لم يواجهه أحد قبله، فلا هو الذي عايش أياما عادية و”روتينا” يدعي البعض أنه قاتل، ولا هو استراح واستجم في العامين الماضيين، بل كان في دوامة كبيرة بين جائحة تدك العالم ومخاوف الأهل والآباء وتكنولوجيا اتصالات حديثة وأساليب تدريس جديدة وتأسيس مغاير وجامعات لم يدخلوها، ذلك كله يدعونا لأن نتريث في الحكم عليه فلا نوسمه أو نضغطه أو نصفه بالفشل. يجب أن نعطي هذا الجيل وقته وحقه قبل إصدار أي حكم عليه وننتظر تداعيات العام الدراسي الجديد وما سيحمل معه من مفاجآت.
سأقول كلمة الحق، لقد قابلت منهم من كان باردا غير آبه، وأغلبهم يعانون زيادة الوزن، ورغم عدم تفضيلي تلك الصورة التي من الممكن أن يكون عليها الطالب، إلا أننا يجب أن نأخذ في عين الاعتبار كل ما سبق، سنواجه حتما صعوبة في التعامل مع أولئك الطلبة، خصوصا هؤلاء ممن كانوا يعتمدون على أسرهم في حل واجباتهم وامتحاناتهم لكن لا بأس! نعم لا بأس نحن في مرحلة التأهيل بين الشدة واللين، هذه المرحلة ستشمل جميع الطلبة في جميع المراحل الدراسية، وفي كل مكان مرحلة العودة والتفاؤل والطاقة الإيجابية التي يجب أن يبثها المعلم في قلب طلابه في جميع الأعمار.
دعونا نأخذ بأيديهم وإن كانت النماذج غير مبهرة، بل تكاد تكون أقرب إلى المحبط، لكن تذكروا أننا في قارب واحد نشد أزر بعضنا في هذا الوطن وللطلبة والطالبات نصيب كبير في ذلك.