قررت إدارة إحدى المدارس إخضاع جميع مدرسي اللغة الإنجليزية لامتحان تقييم المستوى، وذلك من خلال اختبارات تحريرية ومقابلات شخصية، وكلفت إحدى المنظمات المتخصصة للقيام بهذه المهمة. أوضحت الإدارة أن الهدف من هذا القرار هو الحفاظ على الكوادر الأكفاء والارتقاء والتطوير المستمر لقدراتها، وذلك من خلال توفير البرامج التدريبية والتطويرية لمواكبة متطلبات وطموحات الطلبة المستقبلية. دعنا سيدي القارئ نستعرض ردة فعل المدرسين تجاه هذا القرار من خلال هذا الموقف:
 الفئة الأولى استقبلت القرار بكثير من التذمر وقامت بنشر الإشاعات غير الإيجابية بغية خلق الطاقة السلبية بين زملائهم كما وأبدت توجسها وميلها إلى عدم تنفيذه وأخذت تعمل على كسب تأييد الآخرين لإفشال هذا القرار بحجة تأثيره السلبي على الاستقرار الوظيفي.
 الفئة الثانية استقبلت القرار بتفاؤل، فقد كانت تتوقع أن تعدل الإدارة عن قرارها هذا تحت ضغط المتذمرين فقررت الانتظار دون إبداء الرأي، يحدوها الأمل والتفاؤل في سحب القرار. هذه الفئة لزمت الصمت في انتظار النتيجة لترسم على ضوئها الرأي وهدفها مسايرة الوضع مهما كان. في الواقع هي مترددة في تنفيذ القرار ولكن لا تريد أن تفصح عن ذلك.
 الفئة الثالثة طالعت القرار بنظرة إيجابية بل إنها بادرت في دعم الإدارة وعبرت عن شكرها وتقديرها لاتخاذها هذه الخطوة التطويرية المهمة وتحملها التكاليف المترتبة على ذلك وثمنت جهود مجلس الإدارة في وضع مثل هذه الاستراتيجيات والسياسات ومتابعة تنفيذها بهدف الارتقاء بمستوى الكادر التعليمي، وتمنت لو أن هذا القرار يطبق على التخصصات الأخرى أيضًا. 
 خبير القيادة الإدارية جون سي ماكسويل ربما يلخص ما ورد في الموقف السابق ويقدم لنا تجاربه وخبرته الطويلة والمتجددة دائمًا في هذا السياق حيث يقول “المتشائم يشكو من الرياح والمتفائل يتوقع أن تغير الرياح مسارها والقائد يعدل الشراع بحسب اتجاهها”. ما رأيك سيدي القارئ؟ هل نسقط هذه المقولة على ما ورد في الموقف السابق؟.