+A
A-

كانو الثقافي ينظم محاضرة "من الحكايات والأمثال الشعبية"

نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي محاضرة بعنوان "من الحكايات والأمثال الشعبية " للدكتورة أنيسة فخرو وأدارت الحوار الدكتورة معصومة المطاوعة. وقد استهلت الدكتورة المطاوعة المحاضرة بالإشارة إلى أن الأمثال والحكايات الشعبية تعتبر موروث ثقافي اجتماعي سياسي أصيل يحمل بين طياته حياة أجدادنا التي تعكس بكل صدق عاداتنا وديننا ولغتنا وكل ما قد لا نجده بتلك السلاسة والعذوبة في أوساط كتب التاريخ والكتب العلمية، حيث تربى عليها البعض والبعض الآخر من الجيل الجديد لم يعرف أكثرها وربما لا يدرك كيف وصلت إلينا اليوم وكيف أجتهد الكثيرين لإيصالها إلينا.
وقد بدأت الدكتورة فخرو حديثها عن اصداراتها الخاصة بالحكايات الشعبية وطريقة جمعها للقصص بالتواتر والتوثيق حيث أشارت إلى أن الحكاية الشعبية تصنف من ضمن الأعمال التراثية ضمن الدراسات الانثروبولوجية التي توثق حياة البشر في مرحلة معينة وطريقة عيشهم وتبين العلاقة التي تربطهم وتقيس طريقة تفكيرهم وعاداتهم وسلوكهم وقيمهم وتكشف المصطلحات المستخدمة في تلك الفترة من خلال اللهجة العامية وعلاقتها باللغة الفصحى.  وأضافت أن الهدف من الحكاية الشعبية تثبيت ما هو مرغوب اجتماعيا واستبعاد ما هو مرفوض لترسيخ المفاهيم و السلوكيات المراد تعزيزها في المجتمع فتتخذ دور المرشد الاجتماعي والموجه التربوي لتتحول الثقافة إلى أعراف وتتحول القضايا الاجتماعية إلى ثقافة شعبية في تفاعلها اليومي مع بعضها البعض. وأسهبت الدكتورة فخرو في الحديث عن الأبعاد والجوانب التي تكشفها الحكايات الشعبية من عادات إيجابية وسلبية، موقع المرأة، موقع الفنون وغيرها من الجوانب.  
كما وجهت الدكتورة فخرو إلى الحفاظ على التراث فذلك من أهم الواجبات والأهداف التي يسعى إليها الباحث الحقيقي حيث يعتبر الموروث الشعبي مرآة صادقة تعكس الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية لمجتمعاتنا وتعبر عن تجارب مختلف الشعوب وحنكتها وحكمتها في تحليل المشكلات وكيفية معالجتها والتغلب عليها.  وفي خضم حديثها عرضت الدكتورة فخرو أعمالها في تجميع وتدوين الأمثال الشعبية حيث أصدرت الدكتورة موسوعة الأمثال الشعبية في العام 2021 ميلادي، وأشارت إلى أن تصنيف الأمثال الشعبية غالبا يعتمد على ثلاثة طرق أولها التصنيف بحسب المقاصد والمجالات والمواضيع، التصنيف بحسب الأبجدية والحروف الهجائية، أو دمج الطريقتين معا.  وأضافت أن المحاور الثلاثة الرئيسية للأمثال تتناول النظام الأسري، النظام الاقتصادي والنظام الديني والاجتماعي، وتكمن مصادر الأمثال الشعبية من بيئات اجتماعية وثقافية وجغرافية مختلفة فهناك أمثال من المدينة وأمثال قروية وصحراوية.
وفي ختام حديثها أكدت الدكتورة فخرو أن الثراء والتنوع في موروثنا الشعبي جاء نتيجة عوامل عدة مترابطة بعضها ببعض وأهمها علاقة الإنسان بالبيئة التي حوله وقد كان تأثير البيئة يمثل الشطر الغالب في مجمل حياة الانسان في الخليج العربي لذلك أبدع وأنتج.