في لقاءاتي اليومية مع المرشحين والناخبين في مركز إشرافية المحافظة الشمالية، كان من محاسن الصدف لقاء المرشحين الجدد والنواب والبلديين العازمين على دخول الانتخابات القريبة وتسجيل إضافة مشرفة في الرصيد الوطني.
كما كانت فرصة حسنة أيضا، لتبادل أطراف الحديث معهم بصراحة، عن أداء النواب والبلديين، وما حدث في جلسات البرلمان الفائت من دراما مؤسفة، وما يريده المواطن كأولوية، ويشغل باله.
هذه اللقاءات والتي أصفها دوماً بـ “المهمة” هي المغذي الرئيسي للصحافي، ومصدر المعلومات الأول له، لما يجب أن يعرف، وما يجب أن يشغل اهتمامه، ويكتب عنه، وباستفاضة، فالصحافي الحقيقي هو الذي يجعل المواطنين مصدر همه الرئيس، ومصدر متابعته، وأولوياته بكل ما يكتب، فهذا هو واجبه الحقيقي، والذي يتطلب الوصل المباشر، والنزول الميداني، والنفس الطويل مع هذا وذاك، بأن يتركهم يفضفضون حتى يوصلوا ما يريدون منه، ويأملون، وهذا حقهم.
وفي سياق هذا الازدحام الجميل، كان من اللافت إشادة الجميع من مرشحين وناخبين بمآثر جلالة الملك المعظم، وما قدمه للوطن من خدمات جليلة عبر مشروعه الإصلاحي الزاهر، كالمجلس النيابي والمجالس البلدية المنتخبة من قبل المواطنين. قالوا أيضاً إن هذا المشروع يجب أن يستمر نجاحه، وفشل أفراد بعينهم في أداء واجبهم، لا يعني تأثر صورة وهوية المشروع نفسه، والذي هو إطار ونهج حياة دائم للمواطن البحريني، وحمل الأمانة بعد الفوز بالانتخابات ذمة سيحاسب عليها المرء بالدنيا، قبل الآخرة.
إن مشروع جلالة الملك المعظم الإصلاحي خارطة الطريق للوطن، بمسؤولية يتحملها الجميع على كاهلهم، من نواب وبلديين وصحافيين وساسة وغيرهم، لكن الناخب يظل حجر الزاوية الرئيسي، والمحدد للمسارات كلها، عبر انتخاب الكفاءات والمخلصين، والقادرين على تشريف الواجب، وحمل الأمانة.