العدد 5092
الجمعة 23 سبتمبر 2022
banner
بك يا وطني أفخر
الجمعة 23 سبتمبر 2022

نعيش هذا اليوم (الجمعة 23 سبتمبر) ذكرى تأسيس بلادنا الحبيبة على يد مؤسسها المغفور له الملك عبدالعزيز رحمه الله، حيث نحتفل جميعاً باليوم الوطني الـ 92 الذي هو فرحة المجتمع بكل فئاته، حيث يعطينا اليوم الوطني، الشعور بالانتماء للوطن، ويسمح لنا بتجديد ولائنا لدولتنا، ويحرص الجميع على توصيل معناه لأبنائنا والأجيال الجديدة، وغرس قيمته لديهم، لهو اختيار أكثر إلزاما علينا، أن نعرفهم تاريخنا وكيف وصلنا لهذا اليوم، كيف استطاع المغفور له المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، توحيد البلاد وتأليف القلوب والاتفاق والاتحاد في الرأي والمصير. حقيقة يجب أن نعلمها: إن حبُّ الوطن يولد مع المواطن منذ الولادة؛ لذلك يُعتبر حبُّ الوطن أمراً فطريَّاً ينشأ عليه الفرد؛ حيث يشعر بأنَّ هناك علاقة تربط بينه وبين هذه الأرض التي ينمو ويدفأ في حضنها.
وحبُّ الوطن ليس حكراً على أحد؛ حيث إنَّ كلَّ فرد يعشق ويحبُّ وطنه، وإنَّ ديننا الإسلاميَّ يحثُّنا على حبِّ الوطن والوفاء له، ولعلَّ أكبر مثال نورده في هذا الموضوع حين أُجبر رسولنا الحبيب - صلَّى الله عليه وسلَّم - على فراق وطنه الغالي مكَّة، فعندما خرج منها قال: "ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أنَّ قومك أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ"؛ وكذلك عند سماع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف مكة من "أصيل" فجرى دمعه حنينا إليها، وقال: "يا أصيل دع القلوب تقر"، أرأيت كيف عبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن حبه وهيامه وحنينه إلى وطنه بقوله: "يا أصيل دع القلوب تقر"، فإن ذكر بلده الحبيب - الذي ولد فيه، ونشأ تحت سمائه وفوق أرضه وبلغ أشده وأكرم بالنبوة في رحابه أثار شجنه وأجرى دمعه. نعم هذا هو الوطن. وحبه والتغني به والدفاع عنه وذكر مجده، لذا علينا أن نعرف ونفرق بين معنى الوطن والوطنية، فالوطن هو الأرض التي نسكن عليها ونشعر بالارتباط بها وأنه الحب والعطاء والتضحية، أما الوطنية فهي سلوك يمارس على أرض الواقع وليس شعارات أو احتفالات نرددها لساعات قليلة ثم تنتهي. 
هناك الكثير والكثير من منجزات هذا الوطن ويكفينا فخراً خدمة الحرمين الشريفين وملكنا من لقب بخادم الحرمين حفظك الله يا سلمان السلام ابن عبدالعزيز الذي ندعو له في كل وقت على ما تحقق على يديه لهذا البلد من أمن وأمان ورقي ورفعة. 
نعم بأية عبارات أو كلمات نفي حقك يا وطني، ليت شعري يستطيع أن يوفيك حقك، ليت نثري يعبر عما يجول بخاطري من حب وشوق وغرام ومشاعر تهز الوجدان، أبعد ذلك أسأل عنك يا وطني؟
وهنا أحب أن أكتب.. لابد من زرع المواطنة الحقة وحب الوطن في الأجيال لتحقيق الآمال والتطلعات لمستقبل الوطن ورفاهية المواطن، وهذا ما تتطلبه رؤية 2030 وما يجب أن يكون عليه طلابنا وطالباتنا وأجيالنا الواعدة من حب وولاء، ولأهمية ذلك وتحت شعار هذا العام "هي لنا دار"؛ سيتم الاحتفال استذكاراً لتاريخ توحيد الدولة على يد الملك المؤسس - طيب الله ثراه - والاعتزاز برموز الوطن وتاريخه ومقدراته، واستشعاراً بأهمية هذه المناسبة وأبعادها الوطنية والتربوية للطلاب والطالبات، بما يرسخ الاعتزاز بالدين والولاء للمليك والانتماء للوطن وبما يعزز القيم الإيجابية لدى أبنائنا وبناتنا، نعم لنعتز بالوطن ونفخر به وبمنجزاته، وندعو لولاة أمرنا الملك سلمان وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بالعزة والتوفيق. ونكرر نحن معكم طائعون محبون، ونكرر "دمت يا وطني شامخا".

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية