العدد 5094
الأحد 25 سبتمبر 2022
banner
فتحت جرحا يا أميرة!
الأحد 25 سبتمبر 2022

لم يكن مقطع ضرب الطفلة أميرة ليمر مرور الكرام، فقد فتح العيون على كثير من الأمور، منها العنف ضد الطفل، ذلك الكائن الضعيف الذي لا يفهم ما يجري من حوله فيستطيع حاقد أن يؤذيه ثم يربت على كتفه بابتسامة فينسى الطفل الأذية، وهكذا هو حال من يمارسون العنف سواء اللفظي أو الجسدي أو المعنوي ضد الأطفال، يعلمون جيدا أن الطفل لن يستطيع الدفاع عن نفسه وبعضهم يستغل وضع الطفل الصحي كأن يكون من ذوي الاحتياجات الخاصة أو خجولا لا يستطيع وصف ما يتعرض له من إيذاء، وغالبا ما كنت أقول إن الطفل قد يتعرض للإيذاء في غضون لحظة أو ثانية قد تكلفه تلك اللحظات عمره كله، فيما بعد قد يقع ضحية اعتداء جنسي أو عنف جسدي منتظم أو تنمر لفظي وغيرها من الأمور التي ترسخ في نفس الطفل وعقله اللاواعي الكثير من العقد النفسية، وهو ما يترتب عليه إنسان مهزوز فيما بعد أو صاحب عقدة أو صاحب سلوك غير طبيعي وغيرها من الأمور التي لا يحمد عقباها.
لقد دقت واقعة أميرة ناقوس الخطر لتجعلنا أكثر انتباها لأطفالنا وما يمرون به، ومتابعة كل شاردة وواردة تخصهم، أنا أعلم أننا في هذا الزمن السريع يضيع يومنا بين عمل ودوام ومتطلبات وأمور أخرى، لكن هؤلاء الأطفال مسؤولية كبيرة تقع على كاهلي الآباء والأمهات، فلا الزمن هو الزمن الأولي ولا الحياة كما كانت من قبل، هم يحتاجون منا جهدا مضاعفا لما كنا نناله من قبل أهالينا، ببساطة شديدة كل الأحوال تغيرت، فزاد التنمر وزاد العنف وقل الخير وهي أمور يلمسها الجميع وتحتاج إلى مراقبة حقيقية من قبل الوالدين حتى ينشأ الطفل نشأة سليمة وصحية بعيدا عن ما قد يدمر مستقبله النفسي دون أن نشعر.
نصيحة مني لنفسي قبل أن تكون للآخرين، الأطفال جزء من العائلة، سلامتهم تأتي في أولويات سلم العائلة وأهدافها، فمتابعتهم ومجالستهم ولو لساعة يوميا ستحدث فارقا كبيرا في نموهم، التعرف على البيئة المحيطة بهم سيجعلنا على دراية بالأشخاص الذين يقابلونهم في أوقات الدراسة أو الطلعات أو الألعاب أو غيرها، بناء حديث معهم سيساعد على بناء شخصياتهم وبناء المواقف والتعرف على محيطهم بشكل أفضل، حفظ الله كل الأطفال في كل مكان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية