الفتاة الصغيرة التي تزاحم الغرفة، ترتدي من نفس الملابس التي قد ترتديها، تنام ربما في نفس السرير، تبلغ معها الشجارات عنان السماء في أغلب الأحيان، وهي نفسها التي تخبئ لك في نهاية اليوم قطعة الحلوى وتحزن لمرضك، تلك الفتاة لا تزاحم المكان فحسب بل تزاحم النبضات بعد حين، إنها الأخت التي تكمل أفراد العائلة، ونحن صغار كنا لا ندرك مكانة الأخت في حياتنا لأن نظرتنا كانت تقف عند هذه الإنسانة التي نعتقد أنها ولدت فقط لكي تتشارك معنا في كل شيء، بل وتتقاسم معنا تفاصيل الحياة التي نعيشها، وعندما كبرنا أدركنا أن الأخت نعمة لا تعوض، لها أدوار متعددة في الأسرة وأحياناً تجعل منها الظروف استثنائية وسط الجميع، قد تكون الأم وتكون الصديقة ورفيقة الدرب لتمثل شيئا جميلا يضفي رونقا على الحياة ويضاعف السعادة الأسرية.
إن صورة الأخت السوية في الأسرة يحتم عليها أن تكون ملاذا للروح عندما تهلك وخير من يعين وقت الشدة، وقد تختلف التوجهات والأفكار التي تجمع الأخوات في العائلة الواحدة، وقد تحدث بعض المشادات التي تسفر عن وجهات النظر المتعددة، لكن هذا الاختلاف لا يغير من تلك المكانة التي توثقها الأخت في حياة أختها، إنها العلاقة التي تفوق رابطة الدم.
أما في بعض العلاقات غير السوية التي تجمع الأخوات داخل الأسرة يكون الخصام الحل لكل المشكلات التي تواجه الأخوات، خصوصا في ظل تنوع السمات الشخصية، ما يجعل الأطراف لا تستشعر عظمة وقيمة الأخت التي تعد من النعم في حياة الإنسان، إن استشعار قيمة الأخت في حياتنا يزيد من طمأنينة النفس ويعمق معنى الحب.