العدد 5101
الأحد 02 أكتوبر 2022
banner
رجعيون معادون للفكر والإبداع
الأحد 02 أكتوبر 2022

بنظرة عامة وشاملة لحياتنا الثقافية الآن سنجد أن هناك اتجاها رجعيا واحدا معاديا للإبداع بالدرجة الأولى، مع إظهار كراهية شديدة للفكر والأدباء والفنانين مصدره “أشخاص” في الجمعيات الدينية التي بدأت تروج من جديد بأن الفن والمسرح وسائر الفنون هي من أعمال الشياطين ويجب نسفها أو تجميدها، وهذا هو الجديد الذي كنا ننتظره من هؤلاء الرجعيين المتجمدين المعادين للتقدم والإبداع، والذين يحاولون بشتى الطرق فرض أفكارهم المتحجرة في المجتمع وإعادة ترتيب الخريطة الاجتماعية حسب منظورهم وآيديولوجيتهم الخاصة.
هؤلاء ليسوا رجال دين بقدر ما هم تجار شنطة وسماسرة وأبواق من أبواق التخلف وقوى الشر وأعداء الفكر الإنساني التقدمي في كل مكان، ودائما نراهم يرفعون ستائر التحريمات “الموسيقى حرام.. المسرح منكر.. الأدب يلوث العقول.. السينما فساد للأخلاق”، ولو كان الأمر بيدهم لطاردوا كل إبداع تنويري وكل مبدع تقدمي في المجتمع، في حين أن تداول بعض الأشرطة الدينية وبما تحمله من تكفير، بالإضافة إلى الضحك على عقول الشباب والناشئة بخزعبلات، لها قدسيتها وكلها نقاء وصفاء وتنير العقول والقلوب.
هؤلاء يذكروننا بجامعة الإخوان المسلمين الإرهابية التي تضمن برنامجها الذي وضعه وصاغه مرشدها حسن البنا، فقرة تدعو إلى مراقبة دور التمثيل وأفلام السينما والتشدد في اختيار الروايات والأشرطة، وقد أعادت كما هو معروف الحياة لقانون الحسبة لكي ترفع بها القضايا وتوقف بها أي عمل فني يتعارض ورؤيتها السفلية للحياة، فكل شيء في قاموسها حرام ويجب تجنبه وبدعة لابد أن يلقى صاحبها في النار، لكن سيبقى الإبداع والفن في المجتمع متواصلا كخط واحد، ولن يعرف أمثال هؤلاء سير كواكب الفنون ونظام خلقها وتأثيرها في حياة الإنسانية، وسيكون مصيرهم للسيول التي ستجرفهم بعيدا.
ستبقى الفنون بكل أشكالها وأنواعها ترفرف بجناحيها رغما عن أصحاب الأمر والنهي وغرائب الفكر وضفاف اليأس العميق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .