سأل المحاضر وقبل أن يبدأ بعرض موضوعه قائلاً: من هو القائد الإداري الناجح في رأيكم؟ أجاب أحدهم أنه من يمتلك الكاريزما التي تجعل الآخرين يتبعوه. وقال آخر: هو من يكون له التأثير على الآخرين. وقال الثالث: القائد الإداري الناجح في رأيي هو من يمتلك رؤية فيرى أبعد مما يرى الآخرون. أما صاحب المداخلة الرابعة فقد أجاب قائلاً إنه من يستطيع التفويض. 
ولكن صاحب التعريف الذي شد انتباه المحاضر والحاضرين معاً هو الذي أجاب قائلاً: أنا أرى وبساطة وبدون الخوض في النظريات أن القائد الإداري الناجح هو ذلك الشخص الذي يستطيع أن يترك مكتبه عند انتهاء الدوام. بعبارة أكثر وضوحاً هو الذي لا يبقى في مكتبه بعد انتهاء الدوام ويعمل على ترسيخ هذه الثقافة على جميع العاملين في المؤسسة. وتابع قائلاً:
البقاء في العمل بعد ساعات الدوام يعني أن بعضنا قد يفتقر إلى مهارة إدارة الوقت والتي هي من الخصائص المهمة للقائد الإداري الناجح. ألا تتفقون معي؟ ثم تابع قائلاً: ألا يتوقع من هذا القائد أن يكون قادراً على إيجاد التوازن بين مسؤوليات عمله ومتطلبات عائلته والاهتمام بصحته؟ ما رأيكم؟
طلب المحاضر من صاحبنا هذا الصعود إلى المنصة وناوله (3) كرات. كانت الأولى تحمل عبارة “صحتي” والثانية “عائلتي” والأخيرة “عملي” وطلب منه أن يقوم بقذف هذه الكرات في الهواء ومن ثم يتلقفها في الوقت ذاته ودون أن تسقط إحداها. هل ينجح صاحبنا في هذا ويثبت بأن عملية التوازن بين متطلبات العائلة والصحة والعمل ممكنة إذا أحسنّا إدارة الوقت والتنظيم في العمل؟ ما رأيك سيدي القارئ؟