العدد 5105
الخميس 06 أكتوبر 2022
banner
احترام القانون... مبدأ
الخميس 06 أكتوبر 2022

قد يختلف معي البعض في مقال اليوم وهذا حق مشروع، فموضوع اليوم تريثت في كتابته أكثر من عام لأعطي نفسي الفرصة والوقت الكافي للتمعن والتأكد من صحته، وفي نفس الوقت لأكون منصفًا.
كما يعلم الجميع أن الجاليات المقيمة من عرب وأجانب عاشوا وترعرعوا معنا منذ قديم الزمان، والبحرين وبشهادة الجميع احتضنتهم بكل حب وأعطتهم الحرية الكاملة في ممارسة حياتهم وشعائرهم الدينية، ولاشك أنهم وعبر سنوات طويلة التزموا بهذا المنهج واحترموا قوانينها وعاداتها وتقاليدها، ونحن كمواطني هذا الوطن الغالي لا ننكر خدماتهم ومساهماتهم العديدة من خلال توظيف تخصصاتهم وخبراتهم في مواقع عملهم في وزارات وهيئات الدولة أو في القطاع الخاص، وإلى يومنا هذا نقر بأننا بحاجة لهم في بعض الوظائف.
إن مملكة البحرين وبفضل الدعائم التي أرساها جلالته باتت واحة الأمن والأمان وبلد التعايش بين كل الأديان والمعتقدات والمذاهب، إضافة إلى أن مملكة البحرين تمتلك تاريخا عريقا باعتبارها منارة للتآخي والتعايش والتسامح بين جميع الأديان والمذاهب التي كانت ومازالت وستبقى تعيش على أرض المملكة كأسرة واحدة متحابة متعاونة متعاضدة بفضل مبادئ التماسك والتعايش الإنساني بين جميع منتسبي الأديان المختلفة التي ترى في مملكة البحرين المكان الآمن والمفضل لها، لما توفره المملكة من مناخات بارزة وحرص دائم لنشر مبادئ السلام والمحبة مع الجميع والاحترام المتبادل.
لكن.. أقولها بكل حسرة بأن الوضع تغير الآن، وبالطبع أنا لا أعمم هنا، فقد لاحظ الكثيرون أن مبدأ الاحترام والالتزام بالقوانين قل، وظهر ذلك على سبيل المثال وليس الحصر في عدم التزامهم بقواعد وسلامة المرور، والبيئة والنظافة العامة، والعمل والإقامة و مزاولة المهن التجارية المختلفة وغيرها وبطرق غير قانونية! البحريني أثبت منذ القدم سمو أخلاقه ونقاوة معدنه وعلو كعبه، وعلينا أن نفخر بذلك، فكلنا نلمس مدى احترام وحب الشعوب الأخرى لنا، وكل ما علينا هو المحافظة على هذه السمعة الطيبة وهذا الإرث الثمين الذي تركه لنا أبناؤنا وأجدادنا. في المقابل، أرى أنه من الثوابت والقواعد الدبلوماسية أن تقوم السفارات العربية والأجنبية بدورها في تثقيف وتوعية رعاياها والتأكيد على مبدأ احترام سيادة الدولة وقوانينها ومواطنيها. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية