بصفتي خبيرا في تقنيات “البلوكشين”، فإنني أشجع شباب المستقبل على الانخراط في هذه التقنية ليتمكنوا من مواكبة تطورات العصر التقني الحديث، وحيث إن العملات الرقمية جزء من تقنية “البلوكشين”؛ ففي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على العملات الرقمية وهي آليات الدفع باستخدام تقنية “البلوكشين” التي باتت تشكل في وقتنا الحالي نقلة نوعية في طرق تبادل الأموال.. فما هي العملة الرقمية؟
تعرف العملة الرقمية بالإنجليزية بـ  (Crypto currency)‏وهي نوع من العملات المتاحة فقط على شكل رقمي، وليس لها وجود مادي مثل الأوراق النقدية والنقود المعدنية، وتعد بمثابة رصيد مالي مسجل إلكترونيا على شبكة الإنترنت، ويمكن استخدامها من أي مكان حول العالم، ولها خصائص مماثلة للعملات المادية، وتسمح بالمعاملات الفورية ونقل الملكية بلا حدود جغرافية، على غرار الأموال التقليدية، لكن بشكل أسرع بكثير، حيث لا يستغرق التحويل سوى دقائق قليلة، ويمكن أن تستخدم هذه العملات لشراء السلع والخدمات، كما يمكن أيضا أن تقتصر على مجتمعات معينة مثل استخدامها داخل لعبة أو خدمة على شبكة الإنترنت.
العملة الرقمية لا ترتبط بأيّة سلطة أو جهة مركزية كالبنوك مثلاً، وبالتالي فإنّ التعاملات المالية الرقمية في هذه الحالة لا تحتاج إلى وسيط من أجل القيام بها، ما يُلغي رسوم المعاملات وهو أمر يحبّه كثير من مؤيّدي العملات الرقمية المشفرة. العملات الرقمية تعتمد على تكنولوجيا “البلوكشين” في عملها، حيث تعدّ هذه التقنية اللامركزية في تسجيل المعاملات المالية وتحويلها واحدةً من أكثر طرق الدفع ونقل الأموال أمانًا، إذ لا يمكن اختراق شبكة “البلوكشين” بسهولة، ومن المستحيل تزويرها أو تزييفها. الأمر الذي يجعل من التعامل بالعملات الرقمية خيارًا يفضّله كثيرون.
يؤمن العديد من داعمي العملات الرقمية بأنّ هذه العملات ستكون ذات مستقبل باهر، حيث بدأت دول عديدة اعتمادها كعملة دفع رسمية مثل السلفادور وأفريقيا الوسطى، ويوجد أكثر من 25 دولة بدأت في إنشاء تقنيات “البلوكشين” في عملها الحكومي.