تعتبر الخطوات الرائدة التي تميزت بها مملكة البحرين في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه على صعيد حركة التأليف والإصدارات والنشر علامة بارزة تؤكد اهتمام جلالته بدعم الكتاب والمؤلفين والمفكرين البحرينيين، وهذا الاهتمام نابع من أن الحراك الثقافي الراقي والنتاج الفكري البحريني يثري المكتبة الوطنية، وهي بالتأكيد علامة من علامات تقدم أي مجتمع، فالبحرين من الدول الأصيلة في مسيرة الحركة الثقافية منذ مئات السنين.
والبحرين بلا ريب من الدول السباقة في الاحتفاء بالكتاب والمفكرين وحملة الرأي والقلم، وفتح المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم آفاقا أوسع حيث أصبحت الإصدارات والمؤلفات تتوالى من مختلف الشرائح العمرية من المتميزين من أبناء البحرين، بل حتى في الظروف الصعبة، تشير لنا بيانات إدارة وسائل الإعلام بوزارة الإعلام إلى أنه خلال العام 2020، أي في ظروف جائحة كورونا، دعمت المطبعة الحكومية الكتاب البحرينيين بطباعة 25 عنوانًا لمؤلفين بحرينيين في شتى مجالات المعرفة والحقول الإبداعية، وإجازة أكثر من 37 ألف عنوان لكتب ومطبوعات من الخارج، وأنهت إجراءات قرابة 61 ألف مصنف سمعي ومرئي وألعاب إلكترونية مستوردة، ما يؤكد مكانة البحرين كبلد مؤثر وداعم للمعرفة والإبداع وحركة التأليف والنشر.
قبل أيام، استقبل جلالته مستشار مجلس إدارة الشركة القابضة للنفط والغاز عبدالحسين ميرزا الذي أهدى جلالته كتابه "مسيرتي في سبيل الوطن"، وهو عبارة عن رصد لمراحل عمل ميرزا في القطاع الحكومي، وحظي الإصدار بإشادة جلالة الملك سواء في الجهد المبذول في كتابه، أو على مستوى إسهاماته في قطاعات النفط والغاز والطاقة المتجددة من خلال المناصب الحكومية التي تولاها، ومن هنا نجد معنى الدعم الذي يحظى به الإصدار البحريني من لدن جلالة الملك حفظه الله ورعاه، لأنه كما قلنا، فإن حركة التنوير الثقافي والتطوير والتأثير الذي تضيفه إصدارات أهل الفكر جزء لا يتجزأ من مكتسبات المشروع الإصلاحي.
كذلك من يطلع على كتاب وزارة شؤون الإعلام للخطابات السامية لجلالة الملك المعظم في الفترة من 2014 حتى العام 2020، يقف على العديد من المحطات المهمة التي تستحق التوثيق حقًا في مرحلة تاريخية مهمة من مسيرة مملكة البحرين والمكاسب المتعددة في المجالات التعليمية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها، ما يرسخ أسس مسيرة التنمية الحضارية، ومن الأهمية أن تتواصل هذه الحركة النشطة في الإصدارات، وأن تتاح الفرصة للكتاب والمؤلفين لا سيما الشباب من الجنسين، لأن يحصلوا على الدعم والمساندة من جانب كل الجهات لتمكين المؤلفين والمثقفين من إثراء المكتبة البحرينية بالمزيد من الإصدارات، كونها ركنًا حيويًا على مسيرة النهضة الشاملة.