العدد 5107
السبت 08 أكتوبر 2022
banner
طلاق المعجون المجنون!
السبت 08 أكتوبر 2022

صدق أو لا تصدق، وتخيل حالة طلاق بسبب معجون أسنان! نعم.. قصة واقعية أغرب من الخيال! فقد تلقيت كغيري فيديو تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي عن محامية في إحدى الدول الخليجية وهي تصرح لإحدى القنوات الفضائية بشأن هذه الواقعة الغريبة التي قد تكون الأولى من نوعها في العالم.
تقول المحامية إن إحدى الزوجات طلبت تطليقها بسبب أنها لا تطيق رائحة معجون الأسنان الذي يستخدمه زوجها، وأفادت بأنها طلبت منه تغييره لكنه رفض رفضا قاطعا على حد تعبيرها! وأضافت أنها وبسبب تعنت الزوج أصرت على الطلاق رغم محاولاتنا الحثيثة والمتكررة لثنيها عن قرارها. هل يعقل هذا؟ بالله عليكم إلى أين نتجه، هل أصبحت الحياة الزوجية رخيصة لهذه الدرجة؟ لا ضير أن نختلف، لكن على ماذا نختلف، وهنا كما يقولون مربط الفرس. أنا هنا لست بصدد الدفاع عن الزوج أو الزوجة، بل أتحدث هنا عن المبدأ الذي لا يقبله عقل أو منطق!
لا شك أن مبدأ التنازل مطلوب ومهم جدا في العلاقات بشكل عام والزوجية بشكل خاص، فإذا كان الطرفان يهمهما الاستمرار والعيش في وئام وتوافق، فإنه مطلوب منهما غض النظر عن الكثير من الأمور، وذلك لضمان استمرارية العلاقة التي تشوبها أحيانًا أوضاع صعبة جدا وتتطلب تضحيات جمة من الطرفين.
عن ابن عمر رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم، قال: “أبغض الحلال إلى الله تعالى الطلاق”، ففي الفترة الأخيرة نجد أن نسبة طلاق الأزواج ارتفعت بصورة كبيرة، وتعاني المجتمعات العربية والغربية من الآثار السلبية لتلك الظاهرة. شخصيًا أعتبر تجربة معجون الأسنان دليلا قاطعا على هشاشة العلاقات الزوجية القائمة، وأعتبره إفلاسا في التفكير وجهلا ثقافيا وفكريا. ولا شك أن للتربية والتعليم والثقافة دورا مهما وأساسيا، فالتوافق الفكري والذهني سيؤدي حتما إلى الانسجام المنشود بين الطرفين.
مع الأسف الشديد الجيل الجديد وبسبب نشأته وأسلوب تربيته أصبح لا يتحمل مسؤولية الحياة الزوجية من ناحية توفير متطلبات الحياة اليومية والمصاريف التي أصبحت هاجسًا بسبب غلاء المعيشة، وأحيانًا قد نكون نحن السبب نتيجة عدم تطبيقنا الإدارة الصحيحة لأموالنا ومصاريفنا غير الضرورية من خلال الجري وراء اقتناء الكماليات وآخر صيحات الموضة، ما يرهق الميزانية بشكل كبير ويؤثر سلبًا على الحياة الزوجية.
أتمنى أن لا نسمع قصصا لحالات طلاق مستقبلًا بسبب معجون طماطم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية