+A
A-

الشعلة: البحرينيون لديهم استعداد ذاتي للتطوع والتبرع

مكافأة‭ ‬المتطوع‭ ‬“مبدأ‭ ‬سماوي”‭ ‬

كما‭ ‬تعطي‭ ‬اليوم‭ ‬ستجد‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬بجانبك‭ ‬غدا

دعم‭ ‬العمل‭ ‬المؤسسي‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬إلغاء‭ ‬العمل‭ ‬الفردي‭ ‬والتطوعي

البحرين‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة

الناس‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬تجربة‭ ‬مستعدون‭ ‬للتطوع‭ ‬والتبرع

 

أكد رئيس مجلس إدارة “البلاد” عبدالنبي الشعلة أن حجم الاهتمام بالعمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية الذي يكمل كل منهما الآخر آخذ في الازدياد، فما عاد العمل التطوعي خيارا، وإنما مسؤولية تفرض نفسها على الفرد والمجتمع.
وأشار خلال مشاركته متحدثا رئيسا بالجلسة الأولى من مؤتمر العمل التطوعي التحديات والطموح الذي نظمته جمعية سترة الخيرية، إلى أن امتصاص نقمة المجتمع تأتي من خلال الارتقاء بمستوى العمل التطوعي على المستويين الفردي والمؤسسي.
وذكر أن موضوع مؤتمر العمل التطوعي يحوز على قدر عال من الأهمية، وأن ما تأسس عليه من محاور تتناول التحديات والطموح والتنمية هي محاور تتطلب مناقشات موسعة.
وأشار إلى أن أهمية العمل التطوعي آخذة في الازدياد على مستوى العالم، فكل من لديه القدرة والرغبة في العمل التطوعي بات يعد من العناصر ذات الأهمية في المجتمع.
ولفت إلى أن العمل التطوعي أصبح حتى من العناصر الرئيسة في المراحل الدراسية والقبول في الجامعات، فإن مدى قدرة وخبرة الشخص في مجال العمل التطوعي تعد قيمة مهمة.
وقال إن ثقافة العمل التطوعي هي ليست دخيلة على المجتمع البحريني والإسلامي، فجذورها موجودة ضمن دين ومعتقدات ومحددات هوية المجتمع، والتي تشكل دافعا للفرد للقيام بالعمل التطوعي كالتزام.
وأشار إلى أن العمل التطوعي ليس له مردود مالي مباشر، إلا أن الله سبحانه وتعالى أسس مبدأ الجزاء على عمل الخير، “فالإنسان كلما أعطى كلما أخذ، فكما تعطي اليوم ستجد غدًا من يقف إلى جانبك”.
ولفت إلى أن “البلاد” لمست خلال حفل تسليم درع البلاد للمسؤولية الاجتماعية للشركات حجم الاهتمام من قبل الشركات والمهتمين، والتفاعل مع هذه المبادرة ما زال مستمرًا بما فاق التوقعات، ما يدل على التزام المجتمع بالعمل التطوعي والعمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية.
وذكر أن المساهمة في خدمة المجتمع لم تعد خيارًا بل مسؤولية والتزاما، ودعم العمل المؤسسي لا يعني إلغاء العمل الفردي والتطوعي، الذي منه تتكون حصيلة أداء المجتمع في هذا السياق، وكل منا مدعو للقيام بهذا الدور الفردي.
وقال إن المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ساهم في الارتقاء بمنظومة عمل المنظمات الأهلية، حيث شهد العقدان الماضيان قفزة في أعداد ودور وجهود مؤسسات المجتمع المدني، التي تمثل أحد الأعمدة الأساسية في الأنظمة الصحيحة.
وأشار إلى أن الاستمرارية والالتزام الذي يعد من خصائص العمل التطوعي بالإمكان تحقيقه بشكل أفضل من خلال العمل المؤسسي، فالعمل التطوعي لم يعد عطاء إنسانيا بمحض الإرادة، بل أصبح واجبا ومسؤولية، ولا مانع من ترتب الجزاء على هذا العمل، كما أن الله أكد مبدأ الجزاء على عمل الخير.
ولفت إلى أن العمل التطوعي أصبح ركيزة من ركائز تطور المجتمعات، وأصبح أساسًا من أسس التنمية وبالخصوص التنمية المستدامة التي ما عادت حصرًا على التنمية الاقتصادية.
وأكد أن العنصر الأساسي في التنمية اليوم هو البشر، وهو ما أكدته رؤية البحرين 2030، انطلاقًا من كونها جزءًا من المسار العالمي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة القائمة على عناصر التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية والاهتمام بالبيئة.
وأشار إلى أن عناصر التنمية هذه تقوم على 3 ركائز وهي الدور الحكومي ودور المؤسسات وشركات القطاع الخاص، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني، وهو ما يؤكد ضرورة أن تعمل الدولة على دعم جهود الجمعيات بفتح مزيد من الأبواب لها وتخفيف القيود على ممارسة عملها.
ولفت إلى أن الدولة ليست قادرة لوحدها على تحقيق التنمية المستدامة دون المشاركة المجتمعية، والابتعاد عن فكر الأنظمة الرعائية يبدأ بتشجيع ودعم دور مؤسسات المجتمع المدني.
وقال إن الشركات الخاصة ما عادت يمكن لها أن تجني الأرباح دون التزامها بالمسؤولية الاجتماعية وتأكيد شراكتها في التنمية المجتمعية.
وأشار إلى أن الناس من واقع تجربة هم مستعدون للتطوع والتبرع إذا ما وجدوا أن ما سينفقونه من جهد ومال ووقت سيذهب في المسار الصحيح.
وذكر أن البحرين سباقة على مستوى المنطقة في مجال العمل التطوعي، فأولى الجمعيات في المنطقة أسست في البحرين، وأولى الأنشطة المتعلقة بالعمل التطوعي انطلقت من البحرين.
ولفت إلى أن انحسار العمل التطوعي يعود لأسباب عدة، جزء منها مرتبط بالتحولات العالمية والتطور الذي شهدته وسائل الاتصال، الذي ساهم في الإضعاف من دور المنابر العامة لصالح وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.