العدد 5108
الأحد 09 أكتوبر 2022
banner
المملكة العربية السعودية معلم الأزمات
الأحد 09 أكتوبر 2022

عانى العالم لسنوات طوال من هيمنة وكالات الأنباء العالمية على الأخبار ولعبها الدائم والخطير في عجلة التدفق الإخباري، فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية والوكالات العالمية كانت تعمد نقل أخبار المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي، متناسية أخبار دول عدم الانحياز التي منها دول مصدرة للبترول كدول الخليج العربي، فتعمد إلى التركيز على الأخبار التي تخدم ما يسمى بدول العالم الأول، متناسية أدق وأهم التفاصيل التي تصنعها الدول الأخرى ومنها دولة كالمملكة العربية السعودية، والتي كان لها موقف بارز في الأيام الأخيرة بطلهُ وزير الطاقة السعودي عندما لقن وكالة رويترز درسا لن تنساه في الموضوعية ونقل الأخبار بصدق وحرفية، فعمد إلى التحدث مع الوكالة وشرح لها موقف المملكة العربية السعودية ليفاجأ بكلام مغاير لما قاله، لذلك قرر معاقبة الوكالة بعدم التعاطي أو الإجابة على أي سؤال يوجه له بعد هذا الموقف، موضحا تعمدها تشويه الحقائق وتأليف الأخبار كما يحلو لها، بل إنه فضل أن يصمت وأن لا يجيب على أي سؤال لدى خروجه من إحدى الاجتماعات طالبا من الجميع أن يستمتعوا بالطقس المشمس، في حرفية ودبلوماسية عالية المستوى.
نعم هي ليست المرة الأولى في التاريخ التي تتعدى فيه وكالات الأنباء على الأخبار فتنشر ما يحلو لها وتعمد تعتيم الضوء حول عدد كبير من الإنجازات والتصفيق والتهليل للأخبار التي تخدم أجندتها ورؤوس الأموال التي تضخ في هذه الوكالة الإخبارية العالمية كما يحلو للبعض تسميتها. صحيح أننا حاولنا كدول عربية وإسلامية وبعض من دول عدم الانحياز أن نعمل على إعادة التوازن للخلل الذي زرعته الدول الكبرى من خلال وكالاتها في التدفق الإخباري في ميزان الأخبار عن طريق إنشاء وكالات متعددة الجنسيات، إلا أن تلك الخطوات لم تنجح في المهمة التي أنشئت من أجلها في ذلك الوقت، لكن بعض المواقف الصغيرة دروس عظيمة للعالم بأسره كالدرس الذي لقنه وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان لتلك الوكالات المهيمنة على الأخبار بغير وجه حق، وحسن فعلت المملكة العربية السعودية بقراراتها تجاه أسعار النفط، وهي ليست المرة الأولى التي تستعرض فيه المملكة بكل دهاء وحكمة رداء القوة فيما يتعلق بقراراتها تجاه أسعار النفط العالمية، وأتمنى كمتابع وخبير إعلامي أن يكون الدرس الإعلامي الدبلوماسي واضحا وجليا لتلك الوكالات قبل أن تعمد إلى اللعب بالكلمات ونشرها.
حفظ الله المملكة العربية السعودية ملكا وقيادة وشعبا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية