العدد 5108
الأحد 09 أكتوبر 2022
banner
هل من “نوبل” عربي؟
الأحد 09 أكتوبر 2022

تعتبر جائزة نوبل للسلام من أشهر الجوائز في مجال الإسهامات الإنسانية على مستوى العالم، وذلك بناء على الوصية التي تركها الأب الروحي لهذه الجائزة “ألفريد نوبل”، والتي سميت الجائزة باسمه، حيث تُمنح هذه الجائزة التي ينتظرها الأفراد والمنظمات كل عام وفي مثل هذا الشهر للمساهمين في إحداث نقلة نوعية وإضافة علامة بارزة في مجال الخدمات الإنسانية.
لست هنا بصدد التعريف بهذه الجائزة، فهي معروفة وأصبحت محل ثقة وتقدير العالم أجمع، بالرغم من بعض الانتقادات واتهام اللجنة المكلفة بها بعدم الحيادية، فقد سرت فيها على ما يبدو سموم انعدام الأمانة العلمية لبعض الوقت على أقل تقدير.
إلا أن ما يلفت الانتباه - وهو مدار حديثنا - أن الحاصلين عليها من العرب يكادون يُعدون على أصابع اليد، ومع ذلك فإن من بين هذه القلة من هم مشكوك في أمرهم أيضاً من حيث خدمتهم في مجال الإنسانية، وأحسبهم مرقوا من أمام لجان التقييم مروق السهم من الرمية لأمر دُبر بليل، الأمر الذي يجعلنا نتساءل! أما هناك من يستحقها من المثقفين العرب؟ ممن أرسوا قواعد السلام والمحبة على كوكب الأرض خدمة للإنسانية جمعاء! أم أن الشرفاء منهم ليسوا في مرمى اللجان - المحايدة على حد زعمهم - لأنهم من كوكب آخر؟!
عذراً! “الفريد نوبل” لست أنت الملوم فقد “كفيت ووفيت” واخترعت للعالم “الديناميت” وهو سبق علمي فريد، أضاف الكثير في المجال الصناعي وبالتالي انعكس شيئاً منه إيجاباً على البشرية، وربما كانت وصيتك ثقيلة على من بعدك فانحازوا بها بعيداً عن هدفها النبيل بعض الشيء، لكن الحق علينا نحن العرب، كيف نتجاهل “الأرقام الصعبة” التي عندنا من المثقفين ونغض الطرف عن ذوي الكفاءات وهم يعيشون بيننا؟ فكم من أدمغة عربية أصيلة هاجرت واستوطنت في غير موطنها، وتركت الساحة للمتردية والنطيحة.
أملنا أن ينبري لهذه الأمة العربية “نوبل” عربي أصيل يعيد للعرب عزتهم ومكانتهم العلمية والثقافية والأدبية عبر إنشاء “صرح للمعالي” لدعم وتتويج المبدعين والمفكرين وأصحاب المبادرات النبيلة والمتميزة، فنحن أمة المحبة والسلام قبل غيرنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .