منذ افتتاح المدارس الحكومية بشكل كامل والمشاكل والشكاوى مازالت تتوالى عبر مختلف وسائل التواصل، وبشكل علني وعلى مسمع الجميع، بما فيها الوزارة الموقرة، سواء كانت هذه الشكاوى من طرف أولياء الأمور والطلبة أنفسهم أو حتى من طرف الوزارة في ردها على بعض التجاوزات، فالحاصل أن هذه الدوامة من التجاذبات تتجه نحو الأسوأ، يوما بعد يوم، والرابح فيها خسران على أقل تقدير، خصوصا عندما نضع المصلحة العامة فوق كل شيء.

هناك قاعدة شرعية مفادها أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، والوضع كما هو معروف ومشاهد، أن التحديات باتت أعظم من المصلحة بعد أقل من شهر على قرار الدوام الكامل، الأمر الذي يجعلنا نوجه رسالة إلى أصحاب القرار بالوزارة كنداء استغاثة أخير، طمعاً في استجابة فورية من أجل المصلحة العامة.

في مساهمة متواضعة نقترح التالي، من واقع ما يصلنا - عبر الخاص - من شكاو أشبه بالمعاناة، لعلنا نجد فيما يلي انفراجة معقولة خصوصاً لطلبة الحلقات المتقدمة.

أولاً: رفع شرح الدروس للمواد الأساسية على برنامج “تييمز” – كما كان سابقاً - بشكل يتيح للطلبة الرجوع والاستماع للمواد المستعصية عليهم بشكل مستمر وفي جو هادئ بالمنزل، خصوصاً والجو الدراسي بالفصل لا يتيح لهم ذلك بشكل جيد لأسباب معروفة لدى الجميع.

ثانياً: تقليل عدد الطلبة في الفصول الدراسية – مطلب أساسي - بشكل يتيح للمعلم السيطرة على الفصل، وللطالب الراغب في التعلم التركيز، وذلك من خلال توزيع الطلبة على مجموعتين في كل فصل وبدوام جزئي خلال الأسبوع، فمثلاً، داوم الفئة الأولى “أ” (نصف العدد) يوم الأحد والثلاثاء بدوام كامل، ويوم الاثنين والأربعاء “عن بعد”، بينما الفئة “ب” تحضر يوم الاثنين والأربعاء بدوام كامل والأحد والثلاثاء “عن بعد”، ونترك يوم الخميس لحل الواجبات والمراجعة وغير ذلك كيوم مفتوح في الأسبوع.

ثالثاً: طرح هذا المقترح أو غيره - مما يراه أهل الاختصاص - على أولياء الأمور والطلبة من خلال ورقة استبيان، وترك الاختيار لهم في مسألة الحضور الشخصي أو الدراسة عن بعد، مع تحمل المسؤولية في الحالتين.

مما سبق، سنجد أن الشكاوى من الضغوطات وهدر الأوقات ستنخفض بشكل كبير في مجملها، فالشوارع ستكون أقل ازدحاماً وخصوصاً في أوقات الحضور والانصراف، والبيئة المدرسية ستكون أكثر مواءمة للتركيز الذهني والاستيعاب، لأن العدد سينخفض إلى النصف أو أكثر مع توافر عوامل الانضباط بوتيرة أفضل وغير ذلك، مما لا يخفى على مبصر يبتغي الخير لهذا الوطن.