العدد 5112
الخميس 13 أكتوبر 2022
banner
السعادة بعيداً عن السوشال ميديا
الخميس 13 أكتوبر 2022

إعصار يضرب الأميركتين وشرق آسيا، حرب مشتعلة بين روسيا وأوكرانيا، زلزال يخلف جرحى وقتلى في الصين، أوبئة تقتل الآلاف من البشر، انفجار هنا وتسرب غاز هناك، انتحار شابة، زواج يثير الجدل بين المشاهير وطلاق يستدعي التساؤلات لآخرين، ظهور جريء، ظهور صادم لفنانين، جرائم قتل محلية تثير الرعب، وغيرها من الأخبار والأحداث التي نقرأها كل يوم في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تطبيقاته المختلفة. فهل تؤثر تلك الأنباء على أمزجتنا ونفسياتنا سلبا، وهل نحن مجبرون على متابعة أخبار الكون إن كان هذا هو الحال، أم أن الجهل نعمة؟
كمية من الضوضاء والفوضى الذهنية تهاجمنا من خلال السوشال ميديا واتخاذ القرار بإيصاد ذلك الباب الذي تأتي منه الريح يضمن لنا الهدوء والسكينة والسلام النفسي والداخلي. ولا نقول إن علينا الانقطاع عن العالم الخارجي تماما وجهل ما يجري على الكرة الأرضية من أحداث بطبيعة الحال، لكننا لسنا مجبرين على استخدام وسائل التواصل المختلفة للتواصل مع العالم ومعرفة آخر الأحداث والتطورات، ونحن نعلم جيدا أنها غير موثوقة المصادر غالبا، وقد تتسبب لأدمغتنا بالتشويش ولحياتنا بالفوضى، يكفينا أن نتابع وسيلة أو اثنتين للتواصل تضمن لنا الحصول على مادة مفيدة وتصلنا بالعالم كما هو.
ليس مصدرا للقلق ومبعثا على انعدام الراحة النفسية فحسب حين تعرض بعض وسائل التواصل أحداثا مريعة وصورا مرعبة لحوادث وحروب تدمي القلوب وتقسيها مع الوقت، بل وقاتلة للوقت وجالبة للضرر الجسدي عندما يجلس المستخدم أمام شاشة حاسوبه أو هاتفه لساعات طويلة من يومه، في حين أنه من الأولى به أن يقضي هذا الوقت مع أهله وأحبته، أو يمارس فيه هواياته التي تركها بعدما انغمس في استخدام السوشال ميديا، أو أن يكرس هذا الوقت للعبادة والذكر وخدمة المجتمع.
عندما يفتح المرء على نفسه أبواب المشقة والأذى، لا ينبغي له أن يلوم التكنولوجيا والعلم، بل ليلم نفسه على اختياراته وطرق استخدامه تلك التكنولوجيا. ليس علينا أن نلج عبر كل باب يفتح فقد نواجه ما لا يرضينا، ولنكثف التواصل اللطيف مع الحياة الواقعيةِ، ولنترك باب الحياة الافتراضية مواربا كيلا ننقطع عن العالم وما يجري فيه. فلنفعل ذلك بحكمة ولنختر السعادة بعيدا عن السوشال ميديا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية