+A
A-

هل يعيد عبد اللطيف رشيد المياه العراقية لمجاريها؟

جرت رياح البرلمان العراقي بما اشتهته سفينة رئيس العراق الجديد عبد اللطيف جمال رشيد (78 عاما)، الأكاديمي والمهندس الهيدروليكي المتخصص في العلوم المائية، الطامح لإعادة المياه العراقية لمجاريها، ولمعالجة مشكلات البلاد وأزماتها وفق "مبدأ وضع الشخص المناسب في الموقع المناسب"، كما كان قد صرح في حديث سابق مع موقع "سكاي نيوز عربية".

السيد الجديد لقصر السلام الرئاسي ببغداد، وإن اقتحم عالم السياسة العراقية مبكرا منذ بدايات شبابه، لكنه كان حريصا مع ذلك على ممارسة تخصصه العلمي والمواءمة بين حياتيه السياسية، والمهنية العملية، على مدى نحو نصف قرن، متنقلا بين قارات العالم وبلدانه.

محطات مهنية وحياتية

بعد إتمام دراسة الهندسة المدنية بجامعة ليفربول ببريطانيا عام 1968، عاد للعراق ليعمل في بداية مشواره المهني وعلى مدى عامين أستاذا بجامعة السليمانية من 1969 ولغاية 1971.

وفي سنة 1972 سافر مجددا إلى المملكة المتحدة لدراسة الماجستير في علوم هيدروليكية المياه بجامعة مانشستر، ثم واصل دراسته العليا وحصل على شهادة الدكتوراه في هيدروليكية المياه من الجامعة نفسها عام 1976.

وعمل خلال منتصف السبعينيات مع شركات هندسية استشارية ببريطانيا، ثم حط رحاله عام 1977 في المملكة العربية السعودية للعمل على إجراء البحوث والأعمال الحقلية التي تخص الدراسة والتصميم والإشراف على مشروع الري والتنمية في المملكة آنذاك.

وبعدها انتقل للعمل في الصومال بمشروع الري الشمالي لإجراء المسح والتقييم للمشروع، وبقي هناك لغاية عام 1981.

خلال الفترة ما بين عامي 1981- 1982 أصبح مدير مشروع منظمة الأغذية والزراعة الدولية، مشروع التنمية الزراعية لوادي توبان في اليمن، وعاد مرة أخرى إلى المملكة العربية السعودية من 1982- 1983 كمهندس مقيم في المنظمة الدولية لسد وادي جيزان وشبكة الري، ومن 1983- 1986 عين مديرا لمشروع المنظمة لتطوير وادي جيزان عامي 1983 و1986.

ونظرا لهذه الخبرات المهنية المتراكمة، رشحه العراق لشغل منصب أمين عام منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة في 2010.

ذكريات ومواقف

يقول ياسين رؤوف، أحد رفاق الرئيس العراقي الجديد، وهو أيضا ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني في القاهرة، في حديث مع "سكاي نيوز عربية": "معرفتي بالدكتور لطيف تعود للتسعينيات، حيث قضيت 10 أيام في منزله بالعاصمة البريطانية لندن في عام 1992، ومن ثم في العام 1995 أقمت في بيته بلندن على مدى شهرين، حيث كنا على تواصل يومي حينها، مما رسخ صداقتنا وعلاقتنا الشخصية".

يتابع رؤوف: "لطالما كان من أكثر رفاق درب الرئيس الطالباني قربا له، والذين كان يعتمد عليهم بصورة كبيرة، ورغم أنهما كانا قد يختلفان أحيانا في زوايا النظر والتقييم لبعض الأمور، لكن رشيد بحكم مرونته ودبلوماسيته كان يتمكن من تجسير ذلك".

شبكة علاقات واسعة

ويضيف ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني في مصر: "عبد اللطيف كرس حياته لخدمة قضايا الديمقراطية والتنمية والحقوق القومية الكردية المشروعة بالعراق، وهو يتمتع بشبكة علاقات واسعة مع مختلف شخصيات وألوان الطيف السياسي والاجتماعي والثقافي العراقي، إن خلال مرحلة المعارضة والنضال ضد النظام السابق، أو في مرحلة ما بعد عام 2003 حيث كان له دور تأسيسي للعراق الجديد، ولطالما كان يتواجد في العاصمة بغداد بحكم موقعه كوزير للموارد المائية العراقية على مدى سنوات، ومن ثم أصبح المستشار الأول لرئيس الجمهورية".

تجربة غنية

وأوضح رؤوف: "يملك الرئيس العراقي الجديد مقومات دبلوماسية وتكنوقراطية عالية، وتجربة نضالية وإنسانية ومهنية ثرية، تخوله للعب دور بناء في السير بالعراق نحو الاستقرار والتنمية والخروج من دوامات الأزمات المتناسلة، وآخرها أزمة الانسداد السياسي التي تواصلت على مدى عام منذ إجراء انتخابات أكتوبر الماضي، والتي شكل انتخاب رشيد فكا لعقدتها".