تنشط العديد من الشركات في العالم في مجال الاستثمار بالعملات الرقمية وتعدينها، وتقول بعضها إن هذه الصناعة تمثل وجهة المستثمرين خلال العقود القادمة رغم أن “غموضا ما” لا يزال مجهولا لآليات عملها وكيفية تحويل العملات الرقمية إلى أرصدة مالية بنكية. وبحسب خبراء الاستثمار في العملات الرقمية، فإن نقص المعلومات أو انتشار معلومات مغلوطة عن أداء تعدين العملات يوقع جمهور هذا القطاع الاستثماري في إرباك التعامل معه، ويعد من أهم التحديات في مجال الاستثمار في العملات الرقمية.
فما هو التعدين وآلية عمله؟ المعدنون هم الأشخاص المشاركون في التحقق ومعالجة المعاملات قبل تسجيل المعاملات على شبكة “بلوكشين”، ويحصل المعدنون بعد ذلك على مكافآت تلك المعاملات في شكل عملات البيتكوين التي تم إنشاؤها حديثا، وتُستخدم أجهزة التعدين لتضمين معاملات جديدة في شبكة البلوكشين، في حين تجد أجهزة الكمبيوتر أنه من الصعب نسبيا إكمال عملية التحقق، حيث تصبح قدرة الكمبيوتر ضعيفة أمام خوارزميات أكثر تعقيدا مع سرعات معالجة أسرع والتي تحتاج إلى أجهزة خاصة لهذا العمل.
تغيرت أجهزة التعدين عمّا كانت عليه في بداية ظهور العملات الرقمية، حيث كان تعدين البيتكوين يعتمد على وحدات المعالجة المركزية. نظرا لاستمرار المعدنين في تطوير قدراتهم على التعدين ما يعني استمرارهم في تطوير أجهزة قادرة على كسب عدد أكبر بكثير من عملات البيتكوين، تاركين مستخدمي أجهزة الكمبيوتر وراءهم، فمن غير المرجح الآن أن ينتج عن استخدام جهاز الكمبيوتر عملة بيتكوين واحدة حتى لو كان التعدين لسنوات عديدة، حيث بدأ عملها على أجهزة وحدات المعالجة المركزية (CPU) لأجهزة الكمبيوتر، ومن ثم جاءت وحدات معالجة الرسوم (GPU) وبعدها تم تطوير العمل لتكون عملية التعدين خاصة من خلال أجهزة التعدين (ASIC) وهي أجهزة متطورة أكثر فاعلية في التعدين عن عملات البيتكوين، وقد أدى استخدامها إلى زيادة طاقة التعدين بما يصل إلى 100 مرة، مع استخدام أقل للطاقة بشكل ملحوظ بالنسبة للعوائد.
إن محاولة مستخدمي البيتكوين من جميع أنحاء العالم الموافقة على نسخة واحدة من المعاملة هو التحدي، وهو يتعلق بما يشار إليه باسم إثبات العمل، حيث يتنافس المعدنون مع الجميع على شبكة لكسب عملات البيتكوين أو أجزاء منها، وكلما زادت قوة المعالجة، زادت المحاولات التي تبذلها الأجهزة لمحاولة إكمال التحقق، وبالتالي كسب المُعدِّن عدد مكافآت أكبر، حيث إن تعدين العملات الرقمية هو التوجه الجديد للعديد من المستثمرين للعقود القادمة، وهو ذو إيراد كبير باستخدام التقنية بشكل سلس ولا يتطلب تدخلا بشريا كبيرا أو عدد موظفين كبيرا.