العدد 5119
الخميس 20 أكتوبر 2022
banner
السعودية بلد عظيم شامخ لا تملى عليه القرارات
الخميس 20 أكتوبر 2022

الواقع أن استعادة أحداث الماضي إحدى الوسائل التقليدية لاستطلاع المستقبل، فكل ما حدث في الماضي هو الذي يمهد للحاضر، كما أن أحداث الحاضر هي التي تمهد بدورها لما سيشهده المستقبل، وبالنظر إلى العلاقات الأميركية الروسية سنكتشف أن الولايات المتحدة الأميركية كانت تغار من شموخ الدولة السوفييتية ووجود المعسكر الاشتراكي الحارس القوي لمبادئ الحرية والعدالة والتعايش السلمي، وحتى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في مطلع التسعينات، ظلت روسيا تعاون الشعوب وتمد يد المساعدة في كل المجالات الزراعية والصناعية والثقافية، ولم تتأثر بالتقلبات السياسية التي رافقت الانهيار، بل ظلت الدولة الروسية في تطورها الاقتصادي الهائل والتقدم العلمي والتكنولوجي الكبير وكلها أمور تتحدث عنها الأرقام بكل فصاحة ووضوح.
بعد قرار “أوبك بلس” خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا، اعتبرت الولايات المتحدة الأميركية أن هذه الخطوة دعم من السعودية لروسيا، وبدأ الرئيس الأميركي بايدن يثرثر عن خيارات الرد، رغم أن الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية أكدت أنها ومع دول “أوبك بلاس” تعمل على دعم الاستقرار والتوازن في سوق النفط، وليس الأمر سياسيا كما يحاول البعض وصفه، لكن العقلية الأميركية دائما هكذا، عقلية تآمرية تحفر الخنادق وتقيم العوائق بينها وبين شعوب العالم، ولم يسبق أن رأى العالم مثيلا من الأكاذيب والخزعبلات الأميركية، ففي منظور البيت الأبيض لا يحق لأية دولة أن تراعي مصالحها وحماية اقتصادها، ومن يفعل ذلك فهو في خانة المتمردين.
هذا العداء الأميركي الفاضح للمملكة العربية السعودية، ليس جديدا، إنما يعود إلى حقبة المجنون “أوباما” ومساعده آنذاك كان “بايدن” حين أسقطت السعودية أعزها الله مشروع الانقلاب في 2011، وحولت حلم أوباما وحاشيته إلى مومياء وقطعت دابر المؤامرة.
المملكة العربية السعودية بلد عظيم شامخ جبار لا تملى عليه القرارات كما يتصور الأميركان، ورائحة العداء الأميركي الكريهة التي تتدفق ستلف وستبقى في سمائهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .