+A
A-

جلسة حوارية تناقش مكامن القوة والضعف المحيطة باقتصادات دول مجلس التعاون

توقعات‭ ‬بأن‭ ‬تشهد‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬نمواً‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2023‭ ‬

جعفري‭: ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تمر‭ ‬بمرحلة‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالتضخم‭ ‬الانكماشي

العبيدلي‭: ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬من‭ ‬سياسات‭ ‬دعم‭ ‬الابتكار‭ ‬لتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬

الجلسة‭ ‬الحوارية‭ ‬ضمن‭ ‬موسم‭ ‬فعاليات‭ ‬جائزة‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو

اقتصادات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬فلك‭ ‬النفط‭ ‬ومشتقاته

البحرين‭ ‬الأقل‭ ‬خليجياً‭ ‬في‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬

الأفضل‭ ‬للبحرين‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬تأهيل‭ ‬وتدريب‭ ‬المواطن

 

نظمت‭ ‬مجموعة‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو،‭ ‬أمس‭ ‬الاول،‭ ‬جلسة‭ ‬حوارية‭ ‬بعنوان‭ ‬“اقتصادات‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬2023‭ ‬الفرص‭ ‬والتحديات”‭ ‬ضمن‭ ‬موسم‭ ‬الجلسات‭ ‬الحوارية‭ ‬لجائزة‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو،‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الحوارية‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الدكتور‭ ‬أكبر‭ ‬جعفري،‭ ‬ورئيس‭ ‬جمعية‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬البحرينية،‭ ‬الدكتور‭ ‬عمر‭ ‬العبيدلي‭ ‬وبحضور‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬السفارات‭ ‬الخليجية‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والإعلاميين‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬مواضيع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المحلية‭.‬

بدأ‭ ‬مدير‭ ‬الندوة‭ ‬محمد‭ ‬دوريش‭ ‬الحديث‭ ‬مرحباً‭ ‬بالحضور‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬الأول‭ ‬للجلسات‭ ‬الحوارية‭ ‬لجائزة‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو‭ ‬قائلاً‭ ‬“هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬كمبادرة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬كانو‭ ‬لدعم‭ ‬العلم‭ ‬والثقافة‭ ‬ونشر‭ ‬الوعي‭ ‬بالعلوم‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1998‭ ‬بتكريم‭ ‬المتميزين‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬مجالات‭ ‬البحث‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والفنون”‭.‬

وأضاف‭ ‬درويش‭ ‬“جلسة‭ ‬اليوم‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬أبرزها‭ ‬التغيرات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬على‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬فبعد‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬مدخول‭ ‬النفط‭ ‬كرافد‭ ‬أساسي‭ ‬للنهضة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والصرف‭ ‬بسخاء‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬وتحمل‭ ‬الدولة‭ ‬لأعباء‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الخدمات‭ ‬والسلع‭ ‬نجد‭ ‬اليوم‭ ‬توجهات‭ ‬جادة‭ ‬لتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬وفرض‭ ‬ضريبة‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬وتحرير‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬وغيرها،‭ ‬كما‭ ‬يصاحب‭ ‬ذلك‭ ‬ظروف‭ ‬سياسية‭ ‬تخص‭ ‬المرحلة‭ ‬ومنها‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬والحرب‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬التي‭ ‬قسمت‭ ‬العالم‭ ‬لمعسكرين‭ ‬أشبه‭ ‬بأيام‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬صدمة‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬مستمرة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬نسبيا‭ ‬ومازالت‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬وترفع‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم”‭.‬

‭ ‬خلق‭ ‬سوق‭ ‬اقتصادي‭ ‬مشترك

وقد‭ ‬ناقشت‭ ‬الجلسة‭ ‬مكامن‭ ‬القوة‭ ‬والضعف‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬باقتصادات‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬عموما‭ ‬والبحرين‭ ‬خصوصا‭ ‬والفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وكيفية‭ ‬التعاون‭ ‬لخلق‭ ‬سوق‭ ‬اقتصادي‭ ‬مشترك،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مناقشة‭ ‬الرؤى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والإستراتيجية‭ ‬لدول‭ ‬المجلس‭ ‬وما‭ ‬تم‭ ‬تحقيقه‭ ‬منها‭. ‬كما‭ ‬تطرق‭ ‬المشاركون‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬التنافس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وانعكاسه‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬التكامل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المرجوة‭.‬

كما‭ ‬طرحت‭ ‬الندوة‭ ‬عدة‭ ‬أسئلة‭ ‬محورية‭ ‬مثل‭: ‬هل‭ ‬ستواجه‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬معدلات‭ ‬نمو‭ ‬أم‭ ‬ستبقى‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬فيها‭ ‬ثابتة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2023‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬التوقعات‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬ولماذا؟

فبعد‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬الرؤى‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تبنتها‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬مثل‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬البحرينية‭ ‬2030‭ ‬ورؤية‭ ‬السعودية‭ ‬2030‭ ‬ورؤية‭ ‬الإمارات‭ ‬2021‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معدل‭ ‬الإنجاز‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطط‭ ‬المصاحبة‭ ‬لها‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬تأخر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬والخطط‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬والتي‭ ‬استمرت‭ ‬عامين‭ ‬متتاليين،‭ (‬مثلاً‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المشاريع‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬المؤمل‭ ‬الانتهاء‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬2023‭ ‬–‭ ‬أو‭ ‬تشغيلها‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬والتي‭ ‬بإمكانها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إضافة‭ ‬للنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬فيها؟‭).‬

وعن‭ ‬هذه‭ ‬المحاور‭ ‬والأسئلة‭ ‬تحدث‭ ‬جعفري‭ ‬موضحاً‭ ‬بأن‭  ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تمر‭ ‬بمرحلة‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالتضخم‭ ‬الانكماشي‭ ‬بحيث‭ ‬يحصل‭ ‬المستهلك‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬السلعة‭ ‬وبسعر‭ ‬أعلى‭ ‬ولكن‭ ‬بكمية‭ ‬أو‭ ‬حجم‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬السابق،‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬اقتصادات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬مازالت‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬فلك‭ ‬النفط‭ ‬ومشتقاته،‭ ‬مبيناً‭ ‬أن‭ ‬إحدى‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬يصل‭ ‬اعتماد‭ ‬اقتصادها‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬50‭ % ‬أما‭ ‬البحرين،‭ ‬فهي‭ ‬الأقل‭ ‬خليجياً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬نسبة‭ ‬الـ‭ ‬13‭ %.‬

وتابع‭ ‬جعفري‭ ‬“بأن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تفتقر‭ ‬عموما‭ ‬لوجود‭ ‬الصناعات‭ ‬التحويلية‭ ‬ولذلك‭ ‬تصبح‭ ‬سياسات‭ ‬تنويع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الخليجية‭ ‬عرضة‭ ‬لتقلبات‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬المعتادة‭ ‬والمتكررة”‭. ‬وبين‭ ‬بأنه‭ ‬ليس‭ ‬مطلوب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬أو‭ ‬متوقع‭ ‬من‭ ‬حكومات‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬الهبات‭ ‬المالية‭ ‬لمواطنيها‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬أو‭ ‬تتعامل‭ ‬بمفهوم‭ ‬“الأبوية”‭ ‬قائلاً‭ ‬“يفضل‭ ‬أن‭ ‬تستثمر‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تأهيل‭ ‬وتدريب‭ ‬المواطن‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر”‭.‬

‭ ‬سلبيات‭ ‬الفيزا‭ ‬المرنة

وتحدث‭ ‬جعفري‭ ‬عن‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬انعكاس‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬مثل‭ ‬الفيزا‭ ‬المرنة،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬المدخول‭ ‬الذي‭ ‬حصلته‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬لم‭ ‬يتخطى‭ ‬13‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تكلفتها‭ ‬تعدت‭ ‬الـ‭ ‬288‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬بحريني‭. ‬وتوقع‭ ‬جعفري‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬العام‭ ‬2023‭ ‬نمواً‭ ‬اقتصاديا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬ينعكس‭ ‬هذا‭ ‬النمو‭ ‬إيجاباً‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ ‬ويصل‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭.‬

إصلاح‭ ‬التعليم‭ ‬لأجل‭ ‬الابتكار

على‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬أكد‭ ‬عمر‭ ‬العبيدلي‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬على‭ ‬أمر‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية‭ ‬وهو‭ ‬“الابتكار”‭ ‬قائلاً‭ ‬“‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬ضرورة‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬سياسات‭ ‬دعم‭ ‬الابتكار‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬أو‭ ‬الخاص”،‭ ‬مشيراً‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬مازالت‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬مما‭ ‬يعرضها‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭ ‬إلى‭ ‬مخاطر‭ ‬التأخر‭ ‬باللحاق‭ ‬بركب‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬اقتصاديا‭. ‬وأوضح‭ ‬العبيدلي‭ ‬أن‭ ‬إصلاح‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬أمر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬الدراسة‭ ‬الأولية‭ ‬وألا‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬مقتصراً‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعي‭ ‬فقط؛‭ ‬وذلك‭ ‬لنشر‭ ‬عقلية‭ ‬التحليل‭ ‬النقدي‭ ‬التي‭ ‬تنقص‭ ‬الطالب‭ ‬الخليجي‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الابتكار‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬الإبداعية‭ ‬للتحديات‭. ‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬جاهزة‭ ‬للنمو‭ ‬الأقتصادي‭ ‬ولا‭ ‬ينقصها‭ ‬سوى‭ ‬تبنى‭ ‬المبتكرين‭ ‬والعقول‭ ‬الإبداعية‭ ‬وهي‭ ‬موجودة‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬وبين‭ ‬شبابها،‭ ‬وإعطاء‭ ‬رواد‭ ‬العمال‭ ‬فرصة‭ ‬للانطلاق‭ ‬بأعمالهم‭ ‬للعالمية‭.‬

وأكد‭ ‬العبيدلي‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لديها‭ ‬فرصة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المهارات‭ ‬العالية‭ ‬والعقول‭ ‬المبتكرة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تراجعت‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬استقطابها‭ ‬لظروفها‭ ‬السياسية‭ ‬الداخلية،‭ ‬مشيداً‭ ‬بتجربة‭ ‬الإمارات‭ ‬والبحرين‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬التأشيرة‭ ‬الذهبية‭ ‬ومحاولات‭ ‬الإمارات‭ ‬تحديداً‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬دخول‭ ‬المبتكرين‭ ‬والمبدعين‭ ‬لأراضيها‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لوجود‭ ‬تنافس‭ ‬اقتصادي‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬فيما‭ ‬بينها،‭ ‬فأكد‭ ‬العبيدلي‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬المنطقة‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬ازدهارا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬مما‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجاباً‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬مبيناً‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تستفيد‭ ‬حالياً‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬التطورات‭ ‬الحاصلة‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬سواء‭ ‬سياحياً‭ ‬أو‭ ‬تجارياً،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخليجية‭ ‬داخل‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬سواء‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الإماراتية‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬أو‭ ‬العكس‭ ‬وأيضاً‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬الجلسة‭ ‬الحوارية‭ ‬تسلم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الدكتور‭ ‬جعفري‭ ‬والدكتور‭ ‬العبيدلي،‭ ‬درعاً‭ ‬تذكارياً‭ ‬من‭ ‬الآنسة‭ ‬صفية‭ ‬فوزي‭ ‬كانو‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬جائزة‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو‭ ‬تقديراً‭ ‬على‭ ‬مشاركتهما‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬الأول‭ ‬للجلسات‭ ‬الحوارية‭ ‬لجائزة‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو‭.‬

 

نبذة‭ ‬عن‭ ‬الجائزة

جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬الجائزة‭ ‬تجسيداً‭ ‬لفكر‭ ‬وطموحات‭ ‬الوجيه‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬كانو‭ - ‬رحمه‭ ‬الله‭ - ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يشغل‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مجموعة‭ ‬شركات‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو‭ ‬للفترة‭ (‬1952‭ - ‬1997‭) ‬بحيث‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬المؤسس‭ ‬الأول‭ ‬للمجموعة‭ ‬الحاج‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬تخليداً‭ ‬لذكراه‭. ‬وبناء‭ ‬عليه،‭ ‬أصدر‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مجموعة‭ ‬شركات‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو‭ ‬قرارا‭ ‬بإنشاء‭ ‬الجائزة‭ ‬ورصد‭ ‬مبلغ‭ ‬ستة‭ ‬ملايين‭ ‬دولارا‭ ‬أميركيا‭ ‬وقفا‭ ‬عليها‭. ‬

وحدد‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬ثلاث‭ ‬جوائز‭ ‬مالية‭ ‬قيمة‭ ‬بالإضافة‭ ‬لجوائز‭ ‬أخرى‭ ‬توزع‭ ‬على‭ ‬الفائزين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسابقة‭ ‬علمية‭ ‬يحكمها‭ ‬محكمون‭ ‬متخصصون‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬لتشكل‭ ‬دافعاً‭ ‬للإبداع‭ ‬والإنجاز‭. ‬وصدرت‭ ‬موافقة‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬والإعلام‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬الجائزة‭ ‬بالقرار‭ ‬رقم‭ (‬4‭) ‬لسنة‭ ‬1998‭. ‬ويرأس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬الجائزة‭ ‬حالياً‭ ‬الوجيه‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬كانو‭ ‬والذي‭ ‬يحمل‭ ‬معه‭ ‬مشروع‭ ‬تطوير‭ ‬الجائزة‭ ‬برؤية‭ ‬شمولية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬الفئات‭ ‬الشبابية‭ ‬المبدعة‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالعلم‭ ‬والثقافة‭.‬