+A
A-

"الاتحاد" تعقد منتداه​ا "الإمارات.. واقتصاد المعرفة"

بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، عقدت صحيفة "الاتحاد" التابعة لأبوظبي للإعلام، شركة خدمات الإعلام العامة الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، منتداها السنوي في دورته السابعة عشرة تحت عنوان "الإمارات.. واقتصاد المعرفة" في منتجع الفرسان الرياضي الدولي بأبوظبي، ووسط مشاركة نخبة من المفكرين والكُتّاب والإعلاميين والباحثين والأكاديميين الإماراتيين والعرب والأجانب.

وناقش منتدى الاتحاد في دورته الـ17، مجموعة من المواضيع الهامة التي تمحورت حول أهمية اقتصاد المعرفة ودوره المتوقع في إرساء أقطاب اقتصادية جديدة على مستوى العالم، وألقى الضوء على مسيرة دولة الإمارات في إنتاج المعرفة وتوظيفها في تطوير ودفع التنمية.

دور محوري

وتناول المنتدى الذي يتزامن مع ذكرى تأسيس الصحيفة، في دورته لهذا العام جملةً من القضايا المحورية التي تُشكل رافداً لقيام اقتصاد قائم على المعرفة، مثل قضايا الذكاء الاصطناعي، وتنويع الفرص الاستثمارية، وخاصةً في مجالات قطاع الفضاء والطاقة المتجددة وتقنيات الاستدامة والابتكار، باعتبارها حلولاً فعالة لمواجهة تحديات المستقبل والأزمات الاقتصادية المحتملة.

وبهذا الصدد، قال عبدالرحيم البطيح النعيمي، مدير عام أبوظبي للإعلام بالإنابة: "تواصل صحيفة الاتحاد منذ صدور عددها الأول في عام 1969 تحقيق رسالتها الإعلامية بمهنية عالية وروح وطنية راسخة، وهي تلتزم بلعب دور محوري وفاعل ومؤثر فيما يتعلق بتسليط الضوء على أبرز التوجهات والقضايا في دولة الإمارات والمنطقة وفق رؤية القيادة الرشيدة، وانسجاماً مع رسالة أبوظبي للإعلام ورؤيتها وقيمها".

وأضاف النعيمي: "ومن هذا المنطلق، يعتبر منتدى الاتحاد السنوي الذي تنظمه الصحيفة منذ 16 عاماً، منصة فكرية وإعلامية بالغة الأهمية بموضوعاتها وطروحاتها ومقاربتها لأبرز وأهم المسائل والقضايا التي ترتبط بواقع ومستقبل الدولة والمنطقة العربية والعالم، ومنطلقاتها التي ترتكز على مبادىء السلام والقيم الإنسانية والتسامح والتنمية".

واختارت صحيفة الاتحاد موضوع اقتصاد المعرفة عنواناً لمنتداها هذا العام انطلاقاً من كونه ركناً أساسياً من "مئوية الإمارات 2071" وجزءاً لا يتجزأ من خريطة العمل الحكومي لتعزيز سمعة الدولة وقوتها الناعمة، في إطار سعيها لتكون أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لقيامها، من خلال بناء اقتصاد معرفي متنوع يمكنه منافسة أفضل اقتصادات العالم.

من جانبه، قال حمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد: "حرصت صحيفة الاتحاد منذ صدورها قبل 53 عاماً على نقل معنى اسمها وترجمة رمزيته ومعانيه الكبيرة، بما يعكس واقع دولة الإمارات على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والإنسانية، بكل شفافية ومصداقية ووفق متطلبات العمل والضمير المهني والنزاهة الإعلامية".

وأضاف الكعبي: "واكبت الاتحاد عبر مسيرتها الطويلة والعريقة كل التطورات المتلاحقة في مجال الإعلام المطبوع ومن ثم الرقمي أولاً بأول. وكذلك أولت الصحيفة اهتماماً استثنائياً لتقديم محتوى غني وهادف ومتنوع يلبي تفضيلات القراء والمتابعين من مختلف شرائح المجتمع الإماراتي والعربي، مُرسخة مكانتها وسمعتها في العمل الإعلامي على مستوى الدولة والمنطقة".

ويحتل اقتصاد المعرفة" المرتبة الثانية ضمن "المبادىء العشرة لدولة الإمارات" خلال الخمسين عاماً القادمة التي تمثل مرجعاً لجميع مؤسسات الدولة لتعزيز أركان الاتحاد وبناء اقتصاد مستدام وتسخير جميع الموارد للوصول إلى مجتمع أكثر ازدهاراً. وقد اختارت الاتحاد مناقشة موضوع اقتصاد المعرفة في منتداها السابع عشر للإضاءة على تجربة الإمارات وإنجازاتها وتطلعاتها في هذا المجال ضمن سعيها لبناء أفضل بيئة اقتصادية تعتمد على الابتكار والريادة والصناعات المتقدمة كسبيل لتوفير أفضل حياة لشعب الاتحاد.

برنامج المنتدى

انطلقت فعاليات المنتدى بكلمة رئيسية ألقاها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، تلاها كلمة حمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد.

وحملت الجلسة الأولى "عنوان الذكاء الاصطناعي نفط القرن الحادي والعشرين"، بإدارة الكاتب والباحث السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي، حيث تحدث سعادة عبدالله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، عن "اقتصاد المعرفة يعزز النهضة الثقافية والتواصل الحضاري"، فيما تناول الموضوع الذي طرحه الكاتب والمحلل السياسي عبدالوهاب بدرخان "اقتصاد المعرفة: فرصة لظهور أقطاب اقتصادية جديدة".

وتمحور موضوع جلسة الدكتور عبدالحق عزوزي حول "أسبقية الإمارات في الاستعداد لاقتصاد المعرفة"، بينما تحدثت الدكتورة ابتسام المزروعي، مديرة وحدة الذكاء الاصطناعي في معهد الابتكار التكنولوجي عن "الذكاء الاصطناعي عندما يصبح رافداً للنمو الاقتصادي".

وجاءت الجلسة الثانية تحت عنوان "اقتصاد المعرفة وتنويع الفرص الاستثمارية"، ناقش فيها الدكتور عبدالله العوضي موضوع "اقتصاد الفضاء خطوات إماراتية غير مسبوقة"، فيما تمحور موضوع الدكتور سالم حميد حول "الاستثمار في الطاقة المتجددة وتقنيات الاستدامة". وحمل موضوع جمال يوسف الجروان، الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج عنوان "استثمار قوة الإمارات الناعمة في التكامل الاقتصادي الإقليمي وربط الشرق بالغرب تجارياً"، كما تحدث الدكتور ذكر الرحمن، رئيس مركز الدراسات الإسلامية عن "تجربة الهند في الاقتصاد الرقمي واستثمار الطفرة التقنية".

أما الجلسة الثالثة، التي أدارتها الأستاذة عهدية أحمد السيد، الرئيسة السابقة لجمعية الصحفيين البحرينيين، فكانت بعنوان "خطوات عملية لمواجهة الأزمات الاقتصادية" وتضمنت مواضيع متنوعة بمشاركة الدكتور جمال الصوالحي، أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة خليفة والدكتورة موزة الشميلي، الأستاذ المساعد بكليات التقنية العليا، والكاتب والباحث السعودي عبدالله ناصر.

منصة سنوية

ويُعد منتدى الاتحاد منصة سنوية مهمة للخبراء والباحثين والكتاب والمحللين والإعلاميين والصحفيين من مختلف أنحاء العالم العربي والعالم، تتيح لهم طرح ومناقشة جملة من القضايا والعناوين المهمة التي تُسهم في تعزيز الصورة الإيجابية لدولة الإمارات، وتشكل رافداً إيجابياً للأفكار المحفزة على إطلاق المبادرات الإبداعية في العديد من المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية.

ويتزامن انعقاد المنتدى كل عام مع احتفال صحيفة "الاتحاد" بذكرى صدورها في العشرين من أكتوبر عام 1969. وانطلاقاً من دورها ورسالتها، تحرص الصحيفة على جعل هذه المناسبة فرصةً لمناقشة أهم القضايا الجوهرية التي تهم دولة الإمارات والمنطقة العربية.

ومنذ عام 2006 حرصت "الاتحاد" من خلال "منتدى الاتحاد" على حشد طاقات فكرية خلاقة من كُتاب وباحثين ومفكرين بتخصصات متنوعة، لمناقشة القضايا والتحليلات التي تقرأ الواقع وتستشرف المستقبل، وعلى مدار 16 عاماً عكست فعاليات المنتدى نبض المنطقة ورصدت جديدها وناقشت أهم قضاياها واستطلعت أبعادها وآثارها.