قال أمير الشعراء أحمد شوقي “العلم يرفع بيتا لا عماد له.. والجهل يهدم بيت العز والشرف”، صعقت وأنا أشاهد الفيديوهات والرسائل النصية التي يتناقلها الناس هذه الأيام عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تعرض بعض الإعلانات الخاصة بالمترشحين للانتخابات النيابية للحرق والتخريب! ألا تتفقون معي أن هذا هو الجهل بمعنى الكلمة، جهل في فهم الديمقراطية الصحيحة، ومن يقف خلف هذه الأعمال يعتبر مجرمًا ليس بحق نفسه فحسب، بل بحق الوطن! نعم، فبعض الجهلاء يقومون بهذه الأعمال بإيعاز من أشخاص أو جهات لا تريد الخير لهذا الوطن.
في اعتقادي أن أجهزة الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة والصحف المحلية ورجال الدين، وكذلك مؤسسات المجتمع المدني، لهم دور كبير في توجيه الناس ونصحهم وتثقيفهم، فرجال الدين وجب عليهم اختيار مواضيع هادفة تمس المجتمع وفي التوقيت المناسب، وذلك من خلال خطبهم لتوجيههم ونصحهم.
المرشحون يقومون بوضع إعلاناتهم الانتخابية في مجمعاتهم السكنية حسب النظام والقانون، وشخصيًا أرى أنه وجب الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه القيام بمثل هذه الأعمال التخريبية، فبغض النظر عن اختلافاتنا وتحفظاتنا على أداء أي نائب سابق أو مترشح جديد، فهذا لا يبرر أن نقوم بهذه الأعمال! واجبنا الوطني يحتم علينا أن نعمل سويا وبروح الفريق الواحد لزرع ثقافة راقية وبيئة صحية من العمل السياسي الناضج والحكيم، فقد كنا يومًا نحلم أن يكون لنا مجلس نيابي وجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه ومن خلال مشروعه الإصلاحي أهدانا هذا الحلم على طبق من ذهب. إن المتتبع لمسيرة الإنجازات التي حققتها مملكة البحرين بفضل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وإقرار ميثاق العمل الوطني يدرك النموذج المثالي الذي قدمه جلالته والذي تمكن بفضله من المضي قدما في مسيرة بناء البحرين الحديثة وتحقيق التطور والنمو لها،  فجلالته وضع البحرين في المقدمة بفضل حكمته وحنكته ورؤيته الثاقبة، ومشروعه الإصلاحي الذي تمكن من خلاله بأن ينتقل بالبحرين إلى مصاف الدول الديمقراطية، وأصبح المواطن شريكاً أساسياً في اتخاذ القرار كونه مصدراً للسلطات جميعاً، كما لا ننسى أن الأزمات التي تمر على العالم كانت دائماً تحمل مخططات خبيثة يراد لها زعزعة أمن الشرق الأوسط، لكن الإجماع الوطني والالتفاف حول القيادة والوحدة الوطنية التي تجمع كل أطياف المجتمع ساهمت في دحض كل ما يحاك للبحرين.