+A
A-

المخرج الكوري سونغ كيو تشوي: "الشباب يستطيعون تحقيق ما يحلمون به"!


من الأفلام المذهلة بصريا وفنيا في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب مؤخرا شاهدت فيلم "كرواسون" للمخرج الكوري الكبير سونغ كيو تشوي الذي حضر مع طاقم الفيلم للإمارة ضمن فعالية "السجادة الخضراء" التي تم تقديمه للمرة الأولى في تاريخ المهرجان، وعرض الفيلم للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وسط حضور كبير من عشاق السينما.
الفيلم يروي قصة الشابة "سونغ-يون"، التي تؤدي دورها الممثلة "نام بو را"، والشاب "هيجون"، والمسار الذي اختاره كل منهما بين الواقعية والمثالية في سعيهما لتحقيق طموحات متناقضة، حيث تستقيل سونغ-يون من وظيفتها في القطاع الحكومي لتتبع شغفها وتفتتح مخبزها الخاص لخبز الكرواسون ، في حين يستعد هيجون للالتحاق بالقطاع الحكومي ليتجنب تكرار تجربة تسريحه من الشركة الخاصة التي كان يعمل فيها بسبب "نحس" يلازمه!
تخرج المخرج سونغ كيو تشوي من جامعة يونسي بشهادة في الاتصال الجماهيري، أسس شركة إنتاج وتوزيع بأسم "Sponge Entertainment" في عام 2002، أنتج وأخرج وكتب أنواعا مختلفة من الأفلام، تحدث بصورة خاصة لمسافات البلاد اثناء مهرجان الشارقة وكان التالي:

*معروف عنك انك تقدم الكثير من الافلام، كيف ذلك؟
ربما اعمل بنفس خط المخرج الياباني ميكي تاكاشي، باستثناء أنه يصنع أفلاما جيدة وأنا لا أفعل ذلك! (يضحك) في السابق كنت منتجا ومستثمرا وتعاملت مع المسارح الفنية لذلك أعتقد أنني مختلف تماما عن المخرجين الكوريين الآخرين، كل مخرج كوري يريد أن يحقق نجاحا كبيرا من خلال فيلم تجاري لكنني لست مهتما بذلك، واليوم يقارنني العديد من النقاد بهونغ سانغسو لأنني عملت معه لسنوات عديدة، بدءا من Like You Know It All  لكنني في ذلك الوقت، انتقلت نوعا ما من كيم كي دوك إلى هونغ سانغسو، إنهم لا يقضون الكثير من الوقت أو المال لصنع الأفلام. بعد الانتهاء من الفيلم، يركز معظم المخرجين على أفلامهم التالية، لكنني لا أفهم السبب.
في هذه الصناعة، يمكننا مضاعفة المشاريع، وهو أمر غير معتاد للغاية في بلدان أخرى مثل اليابان والولايات المتحدة وأوروبا، وبالنسبة للأفلام التجارية هناك المزيد من الوقت والمال وبالنسبة للأفلام المستقلة، يختلف الأمر تماما ولكن في كوريا ينتظر المخرجون دائما ولا أفهم السبب، يحتاج المخرجون المستقلون إلى صنع فرصهم الخاصة وتقديم الافلام دائما على مدار العام وبأي طريقة ممكنة!

* في نظرك لماذا هناك صعوبة مستمرة في الحصول على مستثمر سينمائي؟
يواجه المخرجون والمنتجون المستقلون في العالم وفي كوريا كما تعلمون الكثير من المتاعب في العثور على المال، لا أحد يريد الاستثمار في الأفلام منخفضة الميزانية، لذا فإن العديد من المخرجين يصنعون أفلاما مثيرة خاصة في اليوتيوب مثلا ومع ذلك، لا أستطيع القيام بذلك، يختلف التمثيل لأفلامي عن الأفلام المستقلة الأخرى، إنه أمر مهم بالنسبة لي لأنني عادة ما أقنع شركات الاستثمار من خلال الوعد بإلقاء النجوم الكبار، هذه هي عمليتي لبدء المشاريع واقناعهم، واظن ان ذلك هو مفتاح اقناع المستثمر للاستثمار في السينما في كل مكان.

*يواجه الشباب معضلة ما إذا كانوا سيتبعون أحلامهم أو يتابعون الحياة التقليدية.. هل بات ذلك مشكلة عالمية؟
تقع قصة فيلمي ”كرواسان" في قلب الفيلم الكوري الجنوبي، ويحمل دروسا قيمة للشباب، بغض النظر عن خلفياتهم، فجميعا معرضون للضغوطات يوميا، ومثل ما شاهدت في الفيلم التحديات التي يمر بها الشباب وهم يختارون بين العواطف أو الاستسلام للضغوط الاجتماعية لمهنة أكثر ثباتا، ويتتبع فيلم "كرواسان"، حياة وخيارات هيجون، الذي يستعد لفحص الخدمات العامة بعد تسريحه من قبل شركة خاصة، وسونغ أون، التي تعيش شغفها كخبازة، يغير اللقاء بين الشخصيتين منظور الأول لخيارات الحياة، وهي رسالة يوصلها تشو بنجاح من خلال الفيلم البسيط، وهي اختيار المغامرة بدلا من الاستقرار الوظيفي والأمن، وهذا امتياز يجب أن يحصلوا عليه وسط شح الوظائف والظروف المالية حولناـ فعلى الشباب أن يثقوا بمهاراتهم وشغفهم وقراراتهم الشخصية في اختيار مهنة المستقبل، حتى لو كان ذلك على حساب الأمان والاستقرار الوظيفي، وأن يؤمنوا بقدراتهم على تحقيق أحلامهم والانطلاق بأي مشروع بدلا من الاعتماد على الوظيفة.
وكما هو الحال في أجزاء كثيرة من العالم، يحلم الشباب الكوريون أيضا بالحصول على عمل مستقر، بغض النظر عن شغفهم الداخلي أو أحلامهم، ومن خلال الفيلم، أردت أن أنقل أنه في حين أنه من المهم القيام بأشياء عظيمة يعترف بها الجميع، إلا أن هناك العديد من الأشخاص من حولنا الذين يعملون بجد لتحقيق شغفهم، أريد أن يعرف كل شاب أنه من الممكن تحقيق ما تحلم به، وأريد أن أرى كيف يتفاعل الناس في البلدان الأخرى مع أفلامي.