العدد 5126
الخميس 27 أكتوبر 2022
banner
“السلام” هو الموال الذي تعرفه كل الشعوب
الخميس 27 أكتوبر 2022

الإسلام دين تسامح وإخاء وخير ومساواة، وهذا شيء لا يقبل النقاش، كما أن الإسلام دعا إلى نبذ العنصرية وجاء ليقضي على الفوارق العرقية والطبقية وحب الذات، وكذلك تطهير العقول والسمو بالروح إلى الفردوس الأعلى، لكننا نحتار في بعض الوجوه التي تدعي الإسلام ومضمونه الإيجابي للإنسانية جمعاء، وتقف ضد “السلام” بين الشعوب ومدلولاته العظيمة، متناسين وكما يقال ان أصل الأصول كلها في الحياة هو السلام، والبقية فروع.
قديما تساءل سقراط قائلا “لماذا يسلم الناس خير أشجارهم للظمأ ويتركونها بغير سقى، لابد أنهم لا يعرفون.. ألا فأخبروهم أن الصداقة والسلام خير شجرة، تعطي خير ثمرة”.
أولئك الناس أعداء السلام والمحبة والتسامح بين الشعوب، لا يريدون أي تماس ثقافي ووجداني مباشر بيننا وبين الآخرين، ولو حدث هذا التماس أقاموا الدنيا وسافروا فوق غبار السنين وكل واحد منهم يفتي بشهادة ويثرثر حتى تنقطع حبال صوته. هؤلاء لا يجيدون سوى الكره والسبات العميق للفكر والانفتاح وكتم كل الأنفاس التي تنادي وتحلم بالسلام وتعزيز السلام والترويج لثقافة السلام وقبول الآخر والاحترام المتبادل بين الثقافات والأديان. 
هؤلاء يدعون أنهم مسلمون “شكلا وتصرفا” لكنهم يقفون ضد نشر القيم الصحيحة للدين الإسلامي، القائم على التسامح ونشر روح المحبة والتعاون بين مختلف شعوب الأرض، وبالرغم من أنهم يعيشون في وطن للسلام ومكان للعدل والتسامح، نجدهم يشذون عن القاعدة والوسطية والاعتدال، وينضمون لصفوف الأغبياء ومقفلي القلب واللسان والمكبلين بقيود التخلف والرجعية والظلام. 
في الوقت الذي تسعى فيه جميع شعوب العالم لتكون مدرسة السلام في حركة ممتدة شاملة عبر المكان والزمان، لمعرفتهم أن باستطاعة هذه المدرسة أن تخلق أجيالا تحيا على السلام والمحبة دون انقطاع، يخرجون من جحورهم بعنادهم وإصرارهم المستمر في محاربة السلام، لكن سيطول انتظارهم وتزداد جراحهم وآلامهم، لأن السلام هو الموال الذي تتغنى به وتعرفه كل شعوب الأرض.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .