ترتبط البحرين وسلطنة عُمان بعلاقات متجذرة وممتدة في التاريخ، وتشتركان بروابط كثيرة، وفي طليعتها العروبة “القومية” واللغة والتاريخ والمصير المشترك والدين، بجانب التقارب الاجتماعي بين الشعب العربي في البحرين وعُمان.. ويرجع تاريخ العلاقة بين البحرين وسلطنة عُمان إلى قديم الزمان، وهاهي قلعة عراد التي بناها العُمانيون في البحرين خلال القرن (15) عام 1622م والتي بناها “الإمام سلطان بن سيف اليعربي” إمام عُمان آنذاك شاهد تاريخي عملاق وأثري باق على تجذر هذه العلاقة وعُمقها بين القطرين الشقيقين.
تجلت هذه العلاقة وزادت ارتباطًا وتقدمًا مع تقدم السنين، وتوطدت أكثر من خلال التبادل السياسي والتجاري والثقافي والمعرفي وبالتعاون في الكثير من المجالات الأخرى التي عمقت هذه العلاقة وزادتها رسوخًا وثباتًا والتي توجت بالكثير من الزيارات المتبادلة وتوقيع الكثير من الاتفاقيات بين القطرين الشقيقين، والتي فتحت أبواب الاستثمار بينهما.
وكانت زيارة السلطان “هيثم بن طارق” سلطان عُمان للبحرين، زيارة محبة وود، ولقاء تاريخيا يُحقق التنسيق في مختلف المجالات، حضور مضيء شامخ. وهو لقاء لم ولن ينقطع بل يتجدد يومًا بعد آخر، ويتجذر بماءٍ من ذهب بين الشعبين الشقيقين اللذين تربطهما أواصر النسب والدم والعروبة والدين. وكُل لقاءٍ جديد بين مسؤولي القطرين الشقيقين يفتح آفاقًا جديدة بينهما، ويُسَرِع خُطى مَسيرة التعاون بينهما التي تحمل في طياتها خططًا تنموية شاملة من اقتصادية واجتماعية واعدة.
وتلعب سلطنة عُمان دورًا محوريًا في تنمية العلاقات الخليجية والعربية والإقليمية، وتترجم سياستها الثابتة بالتواصل مع أشقائها في الخليج العربي والوطن العربي الهادفة لدفع مسيرة التعاون بين أقطار الخليج العربي والأقطار العربية. فأهلا بمقدم سلطان الخير ومرحبًا به في بلاده البحرين، ويقينًا بأن هذه الزيارة المجيدة ستسهم كثيرًا في تعميق العلاقات الراسخة لدفع العمل البحريني العُماني والخليجي والعربي، ووضع رؤية مشتركة لتعميق واستدامة هذه العلاقات، ورفعها إلى مستوى التكامل بمختلف المستويات، بما يُحافظ على ديمومتها وعلى السِلم والأمن الإقليمي والدولي.