العدد 5129
الأحد 30 أكتوبر 2022
banner
ذوو الاحتياجات الخاصة.. أين أصحاب الهمم؟
الأحد 30 أكتوبر 2022

لا شك أن الدولة تولي اهتماماً خاصاً برعاية “ذوي الاحتياجات الخاصة” ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية، وقد اكتسبت هذه الفئة المزيد من الدعم في ظل المسيرة التنموية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ناهيك عن مبادرات المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية في تقديم الرعاية والتأهيل والتدريب من أجل إدماجهم في المجتمع، إلا أن الطموح في توفير معاهد تأهيل أكثر تخصصاً مازال قائماً، حيث تتطلب قدراً أكبر من الاهتمام والرعاية الاجتماعية والصحية والثقافية.
خيراً فعل المجتمع البحريني، عندما أطلق على “ذوي الاحتياجات الخاصة” مسمى أكثر لطفاً وأبلغ قصداً وهو “أصحاب الهمم”، ومن هنا فإن أصحاب الهمم يناشدون أهل الهمم من إخوانهم وأخواتهم الأصحاء - إن جاز التعبير - أن لا ينسوهم من عطفهم وأن يبادروا في تسليط الضوء على احتياجاتهم الإنسانية بشكل خاص، وعلى من يعولهم بشكل أكبر، حيث إن المراكز المجانية المتوفرة حالياً لا تفي بالغرض، فضلاً عن أن تستوعب متطلباتهم التأهيلية حتى نستطيع دمجهم في المجتمع كأفراد منتجين، بل حتى المدارس الحكومية لا تقبل كل الفئات من “ذوي الاحتياجات الخاصة” كما هو معلوم.
يعتبر مبدأ “التكافل الاجتماعي”، إحدى السمات والعادات المتعارف عليها في المجتمع البحريني، لذلك فإن الآمال معقودة على توحيد كل الجهود وإنشاء “مركز شامل ومتكامل” لهذه الفئة من المجتمع، وذلك لتوفير الرعاية الصحية بأقسامها المختلفة أولاً ومن ثَم الرعاية الاجتماعية والتأهيلية تحت سقف واحد، الأمر الذي يدعونا لمناشدة “ملك القلوب” حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لتوجيه الجهات المعنية بإنشاء المركز المنشود بالشراكة مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، تضامناً مع مناشدات أسر هذه الفئة الذين يعانون من مسؤوليات أسرية معقدة وضغوطات مالية كبيرة، فمخصص الإعاقة الذي يصرف لذوي الاحتياجات الخاصة لا يفي بالغرض، إذا ما وضع أمام المتطلبات المختلفة لهذه الفئة.
أخيراً، إن الشراكة المجتمعية مطلوبة في هذا الخصوص، فأين المشمرون؟ وأين الشاكرون على نعمة الصحة والسلامة؟ فإن هذه الفئة وغيرها ممن وُلدوا بإعاقات بدنية أو ذهنية، لسان حالهم يناشد الأصحاء ممن أنعم المولى عليهم بنعمة الصحة والذرية السليمة أن يشعروا بمعاناتهم، فالمراكز الخاصة مُكلفلة والاحتياجات المعيشية مُؤلمة، فالرحمة والعبرة للمعتبرين، ولا نشك لحظة بأن قيادتنا جديرة بمثل هذه المبادرات الإنسانية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية