العدد 5129
الأحد 30 أكتوبر 2022
banner
ماذا تريد أميركا من السعودية؟
الأحد 30 أكتوبر 2022

تتمادى أميركا في علاقتها مع المملكة العربية السعودية وبصورة سيئة، وفي كل مرة تقرر السعودية وشركاؤها في (أوبك +) تخفيض الإنتاج النفطي تقوم قائمة واشنطن، هذه الدولة الكبيرة التي تدعي الأخلاق والقيم، والتي تبث بذور الديمقراطية، تنزعج جدًا إذا تعرضت مصالحها للخطر، لذلك تتجاوز حاجز الأخلاق وجميع القيم لإنقاذ مصالحها، وفي كل مرة تعرض واشنطن ملفًا تهدد به السعودية.
فالفتور أو السخونة في العلاقة مع أميركا تحكمها مصلحة واشنطن المتمثلة في شراء نفط (أوبك +) رخيصًا، وأن تبيع منتجات أميركية غالية الثمن، والشراكة السعودية الأميركية عمرها 80 عامًا، وواشنطن تدرك جيدا أهمية هذه العلاقة، إلا أنها تريد تعديل أسعار النفط وبالكميات التي تبتغيها، حفاظًا على اقتصادها واستمرارًا لهيمنتها على العالم وعلى ثرواته وأسواقه وشعوبه.
تدرك واشنطن أن السعودية تستهلك الكثير من المنتجات الأميركية من تجارية وصحية وعسكرية وتكنولوجية وعلمية، ومن الممكن أن تحصل السعودية على ما تحتاج إليه من أسواق أخرى، كالصين مثلًا، والصين تنافس واشنطن في كل ما تنتجه، وبرود العلاقة بين السعودية وواشنطن يُمثل انتصارًا استراتيجيًا “للنموذج الصيني”، والسعودية تُقدم مصالحها الوطنية بما فيها تحقيق الرفاه الأساسي لمواطنيها فيما يتعلق بالأمن والغذاء والوظائف وغيرها من الخدمات الحياتية الأخرى.
الحكومات الأميركية المتعاقبة جميعها لم تخدم الأقطار العربية والخليجية بالذات إلا لتحقيق مصلحتها واستثماراتها، فجميع الحروب التي قامت على الأراضي العربية كانت من تخطيط وتدبير واشنطن التي تشق صف التآخي بين الأشقاء العرب.
تريد واشنطن أن تستمر الصناعة الأميركية في قيادة العالم، ويستمر تفوقها، لكن ليس على حساب مصالح الآخرين الذين يرفضون أن يكونوا شركاء في تدمير أنفسهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية