+A
A-

الصحافة مليئة بالتحديات وسنطور منصاتنا الرقمية

مؤنس المرديقامة إعلامية استطاع أن يؤكد انتماءه للحقل الإعلامي والصحفي بجدارة واستحقاق. هو ابن رائد من رواد الصحافة البحرينية المرحوم محمود المردي.

رضع العمل الصحفي شابًا وحقق إنجازات مميزة في تاريخ الصحافة البحرينية برئاسته لتحرير آخر الصحف البحرينية وهي صحيفة البلاد عام ٢٠٠٨.

علاقاته المتشبعة مع رجالات الدولة على المستوى الرسمي والشعبي جعلت من مؤنس المردي وجهاً إعلامياً متواجداً على أكثر من صعيد.

وعلى مدى السنوات الثلاثين الماضية، كان المردي حاضراً في أكثر من منصب وأدى أكثر من مهمة.. حول مشواره الصحفي الطويل كان لنا معه هذا اللقاء.

 

هواية

ماذا تعني لك الصحافة؟

إعلامي صحفي بحريني، رئيس تحرير جريدة البلاد، ولدت في المنامة سنة ١٩٦٧، ولدت في بيت صحفي، والدي رحمه الله محمود المردي كان صحفيا من مواليد المنامة، وعشقت الصحافة من ممارسة والدي للصحافة حيث كنت أرى أوراقه وأقلامه والجريدة دائماً في يده، فهذه كانت أول علاقة لي مع الصحافة. فالصحافة عشقي وعملي الذي أعيش من خلاله، بدأت الصحافة وأنا في الثانوية كهواية، وامتهنتها سنة ١٩٩٠، والى يومنا هذا.

الوسام

حصلت على وسام الأمير سلمان بن حمد آل خليفة للاستحقاق الطبي، ما كان دورك؟

في البداية، تشرفت بحصولي على وسام الأمير سلمان بن حمد آل خليفة للاستحقاق الطبي، وكان دورنا كصحفيين أننا لم نتوقف عن العمل حتى مع جائحة كورونا، وكنا حريصين في جريدة البلاد بأن ننقل المعلومات الحقيقية، كانت الصحيفة تنزل الشارع لنقل الحقيقة، وننقل جهود الدولة في الحفاظ على سلامة المواطنين، فاعتبرونا كصحافة من فريق البحرين والخط الأول في هذه العملية، وتشرفت بحصولي على هذا الوسام من الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

 

الرسالة

ما الذي جعلك تفكر في العمل في هذا المجال؟

بما أن الصحافة رسالة نبيلة، فهذه الرسالة جعلتني أعمل فيها وأعطيها من عمري لأقدم شيء في هذه المهنة ليخدم البلد والشعب البحريني، سواء في نقل الحقيقة أو نقل مشاكل المواطنين.

كما أفرح عندما تفرج مشكلة أي مواطن عن طريق صحفي، أو عن طريقي أنا، أو عن طريق الجريدة، أشعر وقتها بأننا نقدم رسالتنا بالشكل الصحيح.

رحلة

أهم أعمالك في الجانب الصحفي؟

دائماً أقول بأن الصحافة رحلة، وإذا سننظر الى أهم الأعمال، سنرى الكثير من المقالات التي كتبتها تلقت صدى واسع، والكثير من المقابلات التي أشعر بأنها مهمة في حياتي الصحفية، مثلاً مقابلتي مع صاحب السمو الملكي الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه بمناسبة مرور عشر سنوات من صدور الجريدة، فكان لقاء مهم جداً بالنسبة لي، كما كان سموه رحمه الله محبا للصحافة ومتابعا، ولما جلست معه للمقابلة، كان مدرك تماماً كل الإدراك ماذا يدور في الصحافة البحرينية، وكأنني أتكلم مع صحفي.

كما أعتز بلقائي مع الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، كان لقاء موسعا كما شرح وجهة نظره وطموحه للبحرين، وهذه من اللقاءات التي أخذت صداها.

 

التحدي

ما أصعب تحدٍ؟

الصحافة مليئة بالتحديات، لكن تحدي الصحافة اليوم هو استمرارية الصحافة الورقية مع مواكبة تطور التكنولوجيا، فالصحافة ستظل موجودة ولكن التحدي الكبير هو وجود الصحافة الورقية في ظل ظهور الصحافة الالكترونية.

أنا من مدرسة الصحافة الورقية، لكنني أرى بأن الصحافة الورقية هي جزء أصيل في الصحافة بشكل عام، رغم التحديات ورغم انحسارها ورغم أن كثير من الصحف الورقية أغلقت حول العالم، فهذا أصعب تحدي بأنن نطور من منصاتنا الرقمية، وفي نفس الوقت أن نحافظ على الصحافة الورقية، فأنا أعتبر وجود الصحيفة الورقية في المؤسسة الإعلامية هو الأساس فالمنصات الإعلامية التي توجد لها صحيفة ورقيه تثبت هويتها بأنها مؤسسه موجودة ولديها منصات رقمية وصحف ورقية، فهناك تغيرات وتطورات سريعة في التكنولوجيا ويجب على كل صحيفه ان تواكب هذه التطورات، ولكن يجب أن يبقى الأساس على الأوراق.

قضايا

حسب خبرتك، ما هي القضايا الهامة بالنسبة للمجتمع البحريني والتي تبنتها الصحافة؟

الهدف الرئيسي للصحافة البحرينية منذ نشأتها في الثلاثينيات الى عامنا الحالي هو تحسين حياة المواطن، فالمواطن يحتاج الى مسكن ويحتاج أن يحظى بحياة كريمة، كما يواجه المواطن غلاء الاسعار، ازدحام الطرق، وغيرها من الصعوبات، فمن ظهور الصحافة وحتى يومنا هذا وهي تناقش أمور المواطن وتساعد على ايجاد الحلول.

 

الشباب

ما دور الصحف في دعم الشباب البحريني؟

إن الصحف تدعم الشاب البحريني دائماً، ومن جميع النواحي، فإذا كان الشاب البحريني يبحث عن وظيفة، الصحافة ترحب به لديها وتوفر له فرصة العمل في التدريب، وثانياً، تسعى الصحف الى ابراز انجاز الشباب البحريني رياضيا او علميا او حتى على الصعيد الفني فالصحف مؤمنه بأن الشباب البحريني هو المستقبل، فيجب علينا أن نقف معه إعلامياً وندعمه حتى يصل لمبتغاه، فكثير من الناس الذين نجحوا وأصبح لهم اسم كبير، سواء في المستوى الرياضي، أو العلمي، أو الإداري، أو أياً كان، فكانت الصحافة تدعمهم. فتسليط الضوء على إنجاز الشباب هو هدف كل صحيفة من الصحافة البحرينية، ولدينا إيمان كامل بأن الشباب هو الذي سيقود في المستقبل.

الشغف

كلمة توجهها للطلبة المبتدئين في مجال الصحافة؟

هناك نقطتين أساسيتين، أولهما وهي امتلاك شغف الصحافة، فإذا لم يمتلك المبتدئ هذا الشغف فلن يستطيع الاستمرار، يجب أن يؤمن بدور الصحافة، لأن الصحافة منذ أن تدخل في عالمها ستتلقى الكثير من الاحباطات وخاصة في البدايات، سترى تناقضات في المجتمع، ولكن ان كنت تريد أن تقدم شيء يخدم الوطن والمجتمع، فيجب أن يكون لديك هذا الشغف والحب للصحافة، وثاني نقطة، يجب أن يكون الصحفي دائماً في تطور مستمر لثقافته، فبناء الثقافة لدى شخصية الصحفي هو ركن أساسي في نجاح الصحفي.