العدد 5132
الأربعاء 02 نوفمبر 2022
banner
كي لا نندم بعد فوات الأوان
الأربعاء 02 نوفمبر 2022

لم يكن مفاجئا لأحد الإقبال الكبير على الترشح للمجلسين النيابي والبلدي، وإذا استثنينا قلة من هؤلاء فإنّ الأغلبية تتشابه في المستوى. إنّ الشرط الأساس في المترشح هو أن يتمتع بالكفاءة، حيث يكون قادرا على التعاطي مع القوانين والتشريعات بحنكة واقتدار، وهو شرط لا يمكن التسامح فيه أو المساومة عليه.. وإذا شئنا الصراحة فإنّ عددا من المترشحين تنقصهم الخبرة القانونية وهذه لا يمكن أن تكتسب بين يوم وليلة كما قد يظن البعض، فالتعاطي مع الملفات يتطلب المعايشة الدائمة والاحترافية، أي أنّ من ينوي الدفاع عن هموم الناس من المفترض أن يكون لصيقا بهمومهم وقضاياهم.
الذين استطاعوا الفوز بالمقعد النيابيّ على مدى الأعوام الفائتة يعدون بالمئات، لكن الذّين استطاعوا أن يتركوا بصمة وكسب ثقة الناس قلة، والذين لامست مقترحاتهم الأسماع والقلوب يعدون على الأصابع. إنّ مهمة العضو البرلماني صعبة ودقيقة لذا يفترض بالنائب الإخلاص لتعهداته والوفاء بما قطع من وعد.. إنّ ذاكرة الكثيرين تحتفظ بمواقف لنواب تخلوا عما تعهدوا به دون مبرر، وكان تصورهم أنّ طيبة الناخب ستغفر لهم ما وقعوا فيه لكننا نعتقد أنّ مثل هذا التصور بعيد جدا عن الحقيقة. 
ليس من الإنصاف ولا الموضوعية أن نغفل أدوارا وطنية لبعض أعضاء المجلس النيابيّ وآخرين في المجالس البلدية، لكن المؤسف أنهم قلة، بينما كان أداء البعض الآخر باهتا والأسباب جلية ولا تحتاج عناء كبيرا، فالذي أفرزته التجربة افتقار عدد ليس قليلا للخبرة والمؤسف أنهم تحولوا إلى نواب معطلين للعمل البرلماني بإثارة الخطب الحماسية الفارغة لدغدغة عواطف الجمهور، وإلاّ ما الذي جناه الناخبون من مداخلات نارية لم تخلف سوى الهشيم الذي تذروه الرياح. 
ونحن على موعد قريب من اليوم الانتخابي فإنّ الذّي نتمناه من الناخب هو اختيار أكفأ المترشحين وأجدرهم بالمقعد، ومن كانت لهم عطاءات مشهودة على الصعيد الاجتماعي.
ويبقى القول إنّ العملية الديمقراطية تحفل بالإيجابيات والسلبيات. ويعرف المفكر لاسكي الديمقراطية بأنّها فن الإنتاج وطبقا لهذا المفهوم فإنّه يتعين على الجميع التدقيق في الأكفأ بصرف النظر عن الاعتبارات الأخرى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .