العدد 5133
الخميس 03 نوفمبر 2022
banner
تقليد أعمى
الخميس 03 نوفمبر 2022

يعرف التقليد بأنه اتباع الغير في القول والفعل والمظهر إعجابا أو اعتقادا، ولا شك أن التقليد الأعمى له سلبياته الكثيرة والخطيرة على المجتمعات العربية والإسلامية. ونحن المسلمون نملك كتاب الله ولدينا هدي نبيه عليه الصلاة والسلام؛ ولسنا أمة ضالة وتائهة تتخبط طريقها في الظلمات لكي تقلد الأمم الأخرى دون وعي، وكذلك لا ضير في تقليدنا الأمم الأخرى في مجالات العلوم والتجارة، والطب، والتربية والتعليم، والتكنولوجيا وفي جميع مناحي الحياة، وكذلك في تقليد الأساليب والممارسات الصحيحة والمثمرة والمفيدة في تسيير أمور الحياة.
ومن صور التقليد الأعمى المنتشرة اليوم في مجتمعاتنا العربية والإسلامية؛ تقليد الغرب والأمم في الأزياء الفاضحة والموضات الغريبة والشاذة، ومن صور تقليد المسلمين الأعمى للغرب ما نشاهده اليوم من تقليدهم في أعيادهم وعاداتهم.
الاحتفال بما يسمى بالهالوين، ظاهرة يجب الوقوف عندها وسؤال أنفسنا.. ما أهمية الاحتفال بهذه المناسبة؟ الهالوين هو احتفال يقام في دول كثيرة ليلة 31 أكتوبر من كل عام وذلك عشية العيد “عيد جميع القديسين”، لكنهما عيدان مختلفان، مع أن كلمة هالوين (Halloween ) مشتقة من “عشية القديسين” ( Hallows’ Evening) التي تفتح به الأيام الثلاثة للسنة الطقسية للمسيحية الغربية لاستذكار الموتى بما فيهم القديسين (Hallows)  والشهداء وكل المرحومين المؤمنين، وهذا فعلا أصل الاحتفال، إلا أن الهالوين كما يحتفل به الآن في دول كثيرة حول العالم بأسلوب متأثر بالنسخة الأميركية، وذلك بفضل هيمنة الثقافة الأميركية على الإعلام في عصر العولمة، وهي نسخة بعيدة كل البعد عن الجذور الدينية.
شخصيًا كنت أتابع ما قامت به بعض العوائل عندنا بالاحتفال بهذا اليوم مع أطفالهم وصرف أموال غير ضرورية لهذه المناسبة التي لا تناسبنا البتة، ولا تناسب عاداتنا وتقاليدنا، والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا سيجني أطفالنا من هذا الاحتفال!
نعم.. الكثير من المحلات والمطاعم والفنادق وغيرها ستنتعش بسبب هذه المناسبة، لكن في نفس الوقت من الواجب علينا وقف هذا الغزو الفكري، وهناك أمور أهم في حياتنا للالتفات لها، وتربية الأجيال القادمة أمانة في عنقنا. قد يختلف معي البعض حول هذا الموضوع، وهذه ظاهرة إيجابية وصحية، إذ إن وجهات النظر والقناعات تختلف بين الناس، لكن ومن باب حرصي وقناعتي بالآثار السلبية لهذا الموضوع كتبت هذا المقال، والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية