+A
A-

جهود البحرين للحوار بين الأديان تعكس إداركاً لأهميته لتحقيق السلام والتقدم

أكدت السيدة باني دوغال الممثّل الرئيسي لـ "الجامعة البهائية العالمية" في الأمم المتحدة أن جهود مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لترسيخ أسس الحوار الهادف والبنّاء بين الأديان تشكل إدراكًا للأهمية الكبيرة للتواصل بين الأديان والثقافات، للمساهمة في تحقيق السلام والتقدم للبشرية.

وفي حوار خاص مع وكالة أنباء البحرين (بنا) خلال زيارتها الأولى إلى مملكة البحرين، قالت السيدة دوغال إن البحرين تقدم نموذجاً إيجابياً عبر ما اتخذته من خطوات تهدف لتقوية الروابط والاحترام المتبادل والأخوة الصادقة والتعاون بين مختلف شعوب العالم، يعكس ما تقوم به على المستوى الوطني من إعلاء لقيمة الوحدة الإنسانية، وهو الأمر الذي يجعلها تسعى نحو تهيئة البيئة المناسبة لحوارات مفتوحة وشاملة وهادفة للوصول إلى حلول بناءة.

وسوف تشارك السيدة دوغال في ملتقى البحرين "حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، الذي يعقد تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، تزامنًا مع الزيارة الرسمية التاريخية لقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان إلى مملكة البحرين تلبيةً لدعوة جلالة الملك المعظم.

وقالت إنها تعتز وتتشرف بالمشاركة في هذا الحدث الذي يشكل مساهمة جديرة بالتقدير من أجل بناء عالم يحتفي بالقيم المشتركة للإنسانية ويستلهم منها نهجه، خاصة وأنه يتزامن مع الزيارة التاريخية لقداسة بابا الفاتيكان وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وهما قامتان شامختان يضطلعان ببناء جسور التعايش والأخوة الإنسانية وينظران إلى ذلك كضرورة لتحقيق السلام في العالم.

وأشارت السيدة دوغال إلى أن وجود قداسة بابا الفاتيكان وفضيلة الإمام الأكبر معاً في مملكة البحرين وما يقومان به من تواصل خلال زيارتهما يمثل رسالة ترسخ أهمية استمرارية الحوار لتهيئة البيئة المناسبة للسلام والتفاهم المشترك، مما يحفز سبل إيجاد أنماط جديدة من التعايش في مختلف أنحاء العالم.

وأكدت أن جهود قداسة بابا الفاتيكان وفضيلة الإمام الأكبر تستحق الإشادة لما تحمله من واقعية وإدراك وأن عالماً تسوده العدالة والازدهار لا يمكن أن تبنيه مجموعة من الناس وحدها.

وأشادت السيدة دوغال بجهود مملكة البحرين التي أثمرت عن جمع حشد متنوع من الشخصيات الدينية وقادة الفكر والخبراء الإعلاميين من أرجاء العالم من أجل العمل على تكريس توجهات جديدة تواكب هذه اللحظة في تطور البشرية لبلوغ حالة من النضج الجماعي كجزء من واقع عالمي موحد.

كما نوهت بما يقوم به مركز الملك حمد للتعايش السلمي برئاسة معالي الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس الأمناء من عمل يدعم الوعي حول التعايش في المجتمع.

وتشغل السيدة دوغال منصب نائب رئيس المجلس العالمي للأديان من أجل السلام وهو منظمة أهلية تعمل عن قرب مع الأمم المتحدة وتعتبر الأكبر من نوعها.  ويضم المجلس ممثلين لجميع الأديان من مختلف أنحاء العالم، يشارك عدد منهم في ملتقى البحرين "حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني".

وحول اندماج البهائيين في المجتمع البحريني، قالت السيدة دوغال إن المركز البهائي للعبادة في مملكة البحرين يفتح أبوابه لجميع أفراد المجتمع، تعزيزاً لقيم التسامح والتعايش الديني مما يصب في مواصلة تطوير المجتمع، وهو الأمر الذي يحرص عليه المجتمع البهائي.

وأشارت إلى أن وجود المركز هو إحدى مخرجات تاريخ البحرين العريق في الحريات الدينية ويشكل إضافة إلى مساعي المملكة المشهودة في تكريس مبادئ التعايش في المنطقة ويقدم صورة إيجابية ملهمة أخرى من البحرين إلى العالم.

وتحدثت السيدة دوغال عن دور "الجامعة البهائية العالمية" في تمثيل البهائيين في مختلف أنحاء العالم، موضحة أنها تتعاون مع الأمم المتحدة وهيئاتها المختصة إلى جانب الدول الأعضاء والمنظمات الأهلية والأكاديميين في العمل على ترسيخ الأفكار الداعمة للوحدة الإنسانية والاحتفاء بتنوعها.

وقالت إن الجامعة البهائية العالمية تتعامل مع مفهوم التقدم على مستوى العالم من منظور بناء القدرات، وهي تسعى إلى تمكين فئات أكبر من الناس للعمل بفاعلية نحو تحقيق الخير للجميع وتحسين أوضاعهم روحانيًا وماديًا. ولفتت إلى أن هذه المساعي مستلهمة من تعاليم الديانة البهائية وتجارب البهائيين حول العالم وتهدف إلى المساهمة في مواجهة التحديات العالمية.

وتجمع السيدة دوغال في حياتها المهنية بين التمثيل الديني للديانة البهائية وحقوق الإنسان والمرأة والقانون إلى جانب تناولها الأكاديمي لقضايا البيئة، وقالت إنها تسترشد في تجربتها بالتعاليم البهائية التي تدعو إلى نبذ التعصب على أسس الدين أو الجنس وتعد ذلك كأحد المتطلبات الرئيسية لتحقيق السلام، وإنه ما لم تتحد العقول فلا يمكن تحقيق أية غايات أو أهداف مهمة. ووصفت التحديات التي تمر بها البشرية اليوم بأنها حالة من عدم التوازن في التعاملات بين البشر وفي التعاطي مع البيئة بسبب عوامل التعصب وعدم المساواة وطغيان المادية، وهو ما يتطلب إعادة صياغة العلاقات بين البشر ومع البيئة وإعلاء صوت القيم الإنسانية المشتركة.

وفي السياق نفسه، قال السيد جلال خليل حسين المنسق العام لمكتب العلاقات للبهائيين في مملكة البحرين الذي شارك في لقاء بنا مع السيدة دوغال، إن التزام المملكة بالتعايش بين الأديان قد خلق بيئة تمكن فيها البهائيون من العمل جنباً إلى جنب مع غيرهم من البحرينيين للمساهمة في نماء الوطن، مؤكداً أن ذلك ينطلق من إيمانهم بالوحدة الإنسانية. وأضاف أن مملكة البحرين تقدر جهود البهائيين في المشاركة في الحوار من أجل تعزيز قيم التعايش في المجتمع.