العدد 5135
السبت 05 نوفمبر 2022
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
مملكة التعايش والتسامح لكل الأديان
السبت 05 نوفمبر 2022

لا أحد يستطيع المزايدة على البحرين كمملكة تمنح كل الأديان حريتها، بل سبقت كل الدول في ذلك منذ عشرات السنين، حيث كل مذهب وديانة وعقيدة يعيشون أفضل الدعم في ذلك، من مآتم ومساجد وكنائس ومعابد وبقية الأديان. فقاعات الاتهام لا تقدم ولا تؤخر، فالكنائس تصدح بأجراسها في المنامة، وبقربها المساجد والمآتم، وما موسم عاشوراء إلا دليل على ذلك من دعم حكومي من الوزارات المعنية من الداخلية إلى البلدية إلى الصحة، فضلا عن عطلة تاسع وعاشر الرسمية فضلا عن مناسبات بقية الأديان واحتفاء وزيارة المسؤولين لطقوس كل الأديان والأقليات، حيث العلاقات المجتمعية تقوم على التعايش الجميل والمحمي قانونيا وقيميا بصورة تعكس التجذر الحضاري مرتسمة في البنية الفكرية لدى البحرين قيادة ودولة وشعبا.
اختيار قداسة البابا والإمام الأكبر للبحرين يحمل اقتناعا أن البحرين ملاذ آمن للتعايش الديني، وهي قلادة توضع على جيد البحرين لمملكة محطة للتسامح والوسطية والتعايش. 
مجيء البابا هو رسالة لكل الغرب أن هنا يكمن حوار الحضارات وهنا ترتسم منصة لإرسال رسالة للعالم الغربي أن البحرين عصية وبعيدة كل البعد عن أي تمظهر من التطرف الديني أو احتكار الحقيقة أو نبذ الآخر من منطلق ديني. وما يشهده فرح الجماهير من كل الأديان لهذا الحوار بين الأديان هذه الأيام يعكس حجم الارتياح الجماهيري المسلم والمسيحي في البحرين، ورسالة تأييد عن الرضا والتقدير والاحترام لقوانين الدولة وسياستها في دعم حرية الأديان والتعايش والتسامح والتواصل التكاملي في بناء أرضية لحوار الحضارات منطلقة من دعم الأديان والمذاهب. في البحرين لك حرية ممارسة معتقدك بكل أريحية شريطة احترام بقية الأديان، وهذا ما عشنا عليه لعشرات السنين وأكثر. 
من هنا ينبغي علينا جميعاً أن نساهم في دعم مملكتنا قيادةً وشعباً لما وصلنا إليه من فكر وسطي تسامحي يبعث على الفخر والاعتزاز، وأن نساهم في إرسال الصورة الحضارية لهذا العرس الحضاري الذي قام على ترسيخه جلالة الملك المعظم، وسمو ولي العهد رئيس الوزراء في إعطاء الصورة الحضارية للبحرين على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وأن نسعى للدفاع عن هذا الإنجاز، وهذا أقل القليل في ما هو واجب علينا من دَيْن وطني في دعم المملكة قيادةً وشعباً، بالكلمة والقول والخطاب والفعل دعماً ومباركةً ودفاعاً عن هذا العرس الحضاري الذي سيلقى صدى في العالم، والتي يزورها لأول مرة قداسة البابا إيماناً منه واعترافاً جميلاً للدور الريادي للمملكة، وما تقدمه من جهود في دعم التسامح والتعايش بين الأديان والشعوب. إنها أيام استثنائية ويوم تاريخي لهذه الزيارة التي تعكس حجم ما وصلت إليه البحرين من صورة حضارية للتعايش بين الأديان وتمثل مثلاً أعلى لكل الدول في الحريات الدينية والحوار الحضاري.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .