+A
A-

"يا خليج" العرض الفائز للمشاركة في مهرجان المسرح الخليجي بالشارقة

وسط حضور نوعي من المسرحيين والمهتمين بالمسرح، أحيا اتحاد جمعيات المسرحيين البحرينيين بالصالة الثقافية احتفاليته الثانية بيوم المسرح البحريني وذلك برعاية من هيئة البحرين للثقافة والآثار وبدعم من الهيئة العربية للمسرح.

وفي كلمة الافتتاح أكدت فرح مطر مدير الثقافة بهيئة البحرين للثقافة والآثار على أهمية المسرح كرافد مهم من روافد الثقافة الخلاقة، مبرزة الدور الذي من شأنه أن يرتقي بحراكنا المسرحي إذا ما تظافرت الجهود ووجدت كافة السبل من أجل هذا الارتقاء، مبينة هذه العلائق الحميمة التي تأخذنا نحو مناخات أكثر جمالا وإبداعا في المسرح.

من ناحيته، أشاد الناقد الدكتور يوسف الحمدان رئيس اتحاد جمعيات المسرحيين البحرينيين بالدور الذي تضطلع به هيئة البحرين للثقافة والفنون في رعاية المسرح البحريني ودعمه بشتى السبل الممكنة لتطويره وفسح مساحات أوسع للحضور والتجلي في فضاءاته المسرحية المتعددة والخلاقة، واقفا على الدعم السخي المحفز من الهيئة العربية للمسرح ممثلة في رئيسها صاحب السمو الدكتور الشيخ سلطان بن محمد بن القاسمي حاكم الشارقة والعضو الاتحادي الأعلى بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي أمينها العام الكاتب المبدع إسماعيل عبدالله، خصوصا في تحقيق المنجز الورشي المهم في مجالي الكوروغرافيا والموسيقى في المسرح اللذين انبثق عنهما شعار هذه الاحتفالية (جسد ووتر) والذي تجسد في عمل مسرحي شاركت فيه كل الفرق الأهلية ليبرز روحا جديدة في التعامل مع الجسد ومدى علاقته وارتباطه بالموسيقى، حيث تحقق الانسجام والتقاطع الخلاقين في أداء الجسد على أوتار ونغمات الموسيقى الحية، وتشكلت من خلالهما نواة لكتيبة كوروغرافية موسيقية نحن في أمس الحاجة إلى استمرار فاعليتها وتجذي وهج خلقها الإبداعي في فضاءاتنا المسرحية، وذلك بتأطير متمكن ومتميز من قبل حصان الكوروغرافيا في تونس الفنان مروان الروين وأستاذة الموسيقى الدكتورة ياسمين فراج من جمهورية مصر.

وأكد الحمدان على أن المسرح مختبر للفكر والجسد والمخيلة والروح والطاقة والبحث والاكتشاف والحياة..مختبر نحتاجه دائما كي نكون لائقين بالمسرح وبأنفسنا والحياة..
فهو تظاهرتنا الحية الإشكالية العنيدة الأخيرة، فلنستنفر كل خلايا طاقاتنا من أجلها ونزيح كل شائبة وصدأ علقا بها، وفي غياب المسرح غياب للحياة والحضارة والمستقبل ووأد معلن موجع للمخيلة الخلاقة.

فنحن اليوم نرى أنفسنا في مضمار التحدي حيث لا توقف ولا تراجع ولا تنازل عن رؤى تصنع الجميل والمغاير والمشاكس في الحياة والوجود.
وفي كلمة له أشاد رئيس الاتحاد العام للفنانين العرب المخرج مسعد فوده بالجهود التي يقدمها اتحاد جمعيات المسرحيين البحرينيين والتي امتد صداها إلى أفضية عربية، كما أثنى على الدور الذي

تلعبه الهيئة العربية للمسرح من أجل تجسير الهوة بين المسرحيين العرب وخلق طاقات مسرحية خلاقة تستحق الإشادة والاهتمام.

من ناحيتهما، تقدم الفنان جمعان الرويعي والفنان حامد سيف بخالص الشكر والتقدير والامتنان إلى مؤطري الورشة الأستاذين القديرين الروين وفراج على البذل السخي المؤسس الذي استفاد وتعلم منه المشاركون في هاتين الورشتين الكثير من الدروس التي من شأنها أن تشكل مسرحا جديدا ومغايرا في حراكنا المسرحي البحريني مستقبلا.

بعدها تم عرض نتاج الورشتين (جسد ووتر) والذي تضافرت فيه رؤى الخلق الموسيقي والكوروغرافي، فتشكلت لوحات تعبيرية مميزة لفتت أنظار الحضور، وأشادت مديرة الثقافة بهيئة البحرين للثقافة والآثار فرح مطر بجهود هذه الطاقات وارتأت ضرورة استمرار مثل هذه التدريبات لصقل هذه الإمكانات والطاقات الشبابية الموهوبة المميزة.

عقب هذا العرض تم تكريم كل العاملين والداعمين والمؤطرين والمتدربين في هاتين الورشتين.

اختتمت الاحتفالية بقراءة مقرر لجنة اختيار العرض المسرحي البحريني الفائز للمشاركة في مهرجان المسرح الخليجي بالشارقة سالم رجب الأمين المالي بالاتحاد لتقرير لجنة تقييم العروض الذين تم اختيار 3 منهم بالقرعة وهم المخرج التونسي وليد الدغسني والمخرج المغربي محمد السباعي والناقد المسرحي أحمد صادق والذين ترجحت كفتين منهم لاختيار عرض مسرحي واحد، وكان عرض (يا خليج) من إنتاج فرقة مسرح جلجامش هو العرض الفائز للمشاركة في هذا المهرجان؛ نظرا لتكامل عناصر العرض فيه وتعدد مستوى الأداء البصري والحركي الذي رجح كفة تميزه لدى من أجمع على اختياره من لجنة اختيار العروض.