لقد وضع ملتقى البحرين للحوار “الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني” مملكة البحرين بقيادة سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، في دور المركز الموجه للتفكير في حل مختلف المشكلات التي تعاني منها الإنسانية، باعتبارها البؤرة التي انطلق منها الاهتمام الأول للتباحث بين مختلف الأديان وصياغة المفاهيم وتنفيذ الأنشطة الرامية لتعزيز دور الحوار وتعزيز السلام والأمن الدوليين.
إن مملكة البحرين تفخر بأنها قادت مشروع عمل جماعيا مميزا على مستوى العالم، لوقف الحروب والصراعات والدمار، وتغليب لغة الحوار والتسامح ولم شمل الإنسانية، فعلى مدى الأيام الماضية اجتمع الغرب والشرق وعلماء وقيادات دينية ومفكرون من مختلف بقاع العالم، من أجل الإنسانية والسلم بين الأمم والتقارب بين الثقافات والأديان وتحقيق آمال الشعوب والسلام، وتكلل هذا التجمع العالمي غير المسبوق، بتوصيات قيمة ترمي إلى حفظ السلام العالمي وصيانة حقوق الإنسان ومنع تكرار الحروب، والأزمات الكبرى التي تنتاب المجتمعات، وكانت توصيات حول مصير الإنسانية والعمل المشترك في سبيل ترسيخ حقوق الإنسان والسلام والتفاهم.
يقول سيدي جلالة الملك المعظم في خطابه السامي في الحفل الختامي “يطيب لنا أن نعرب للجميع عن حرصنا واهتمامنا الكبير برعاية هذا التجمع العالمي المهم، إيماناً منا بالدور المؤثر للقيادات الدينية، وأصحاب الفكر، وأهل الاختصاص في معالجة مختلف التحديات والأزمات التي تواجهها مجتمعاتنا لمزيد من السلام والاستقرار. ويسعدنا في ختام أعمال هذا الملتقى المبارك، أن نهنئكم بنجاح أعماله، بحضور ومشاركة هذه الصفوة من حكماء الشرق والغرب، الذين رهنوا أنفسهم لخدمة الإنسانية والعمل من أجل رفعتها، واتحدوا قولاً وعملاً لإعلاء قيم السلام والتعارف المتبادل، وبالتعاون على البر والتقوى لتعزيز التآخي والتعايش السلمي بين شعوب الأرض كافة”.
نجحت البحرين بامتياز في أن تكون جسرا بين الثقافات، بالتحليل العميق والمعنى الشامل، ورسمت للإنسانية طريق مثل عليا، والتاريخ مليء بأمثلة بليغة على الجهود الجبارة التي يبذلها – ولا يزال يبذلها - سيدي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه من أجل السلام وترسيخ لغة الحوار وتعميقها.