العدد 5136
الأحد 06 نوفمبر 2022
banner
زيارة قداسة البابا وملتقى البحرين للحوار
الأحد 06 نوفمبر 2022

مما لاشك فيه أن البحرين أصبحت محط أنظار العالم، وجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه يستقبل بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس الثاني، أيام لا تُنسى في حضرة كبار علماء الدنيا يتقدمهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وفي حضرة الجميع لفيف من كبار علماء وفقهاء المسلمين، والعديد من الشخصيات الدولية البارزة، وتلك التي أثرت على مدى ثلاثة أيام حوارًا تعايشيًا سلميًا لافتًا من أجل أن يرسخ على أرض الخلود، أرض مملكة البحرين الغالية أسس حوار فكري وديني يؤصل لمبدأ السلام، ويؤكد على أصالة قيادة وشعب البحرين، ويترجم الحالة الحضارية التي تعيشها مختلف الطوائف والديانات والأجناس على هذه الأرض الطيبة، وفي رحاب أمة تدرك أن الإنسان هو الإنسان، وأن مبادئه في التعايش والتسامح والسلام لا يمكن قسمتها على أية معادلات، وأية اعتبارات غير إنسانية.
إن تصنيع الآلة البخارية عندما تم اكتشافها مع مطلع الثورة الصناعية، وتطوير صناعة السيارات والطائرات في العالم، والمصانع ومراكز البحوث التي لديها بصماتها على الإنسانية جمعاء، لم تسأل في المهد عن ديانة أو عرق أو أصل العالم الذي وضع يديه وضَحى بحياته في سبيل أن تنعم المعمورة بهذا التقدم، وتلك الصناعات، المزارعون في الحقول، والحطابون في الجبال، والصيادون في أعالي البحار، جميعهم يعملون لخدمة بني البشر، وليس لخدمة فصيل محدد من العقائد أو الديانات، وليس اعتمادًا على فكرة “ما” داخل البوتقة الإيمانية البحتة، الناس جميعها تنتظر من هؤلاء المهرة ما تخبزه أياديهم من خبز صالح لجميع فئات وطوائف وألوان البشر، كلنا في كوننا الكبير نتمتع بنفس الحقوق وعلينا بكل تأكيد نفس الواجبات.
من هنا جاء ملتقى البحرين، ومن نفس المنطلق لبى بابا الفاتيكان فرانسيس الثاني دعوة جلالة مليكنا المعظم، وعلى نفس الخط جاء إليه من أرض الكنانة مصرنا العربية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ومعه ذلك اللفيف المعتبر من علماء وفقهاء المسلمين.
إنها لحظة عامرة بالخشوع والتجلي، بصدق الفحوى والمحتوى، والرغبة في أن يكون عالمنا أفضل وبلادنا وأوطاننا أجمل وأكمل، وأن تكون مملكة البحرين مثلما هو عهدنا بها، سباقة في الخير من أجل الإنسانية كلها، والحضارة وصناعة النهضة بأدق تفاصيلها وأبهى صورها.
لقد شهد علينا العالم ونحن نتقدم الصفوف في هذا الكون الرهيب لندعو إلى السلام، لنرسخ أساسيات التعايش، لنترجم كل ذلك من أجل أن يسود المجتمع الإنساني التسامح والتكاتف والتعاون من أجل حياة أفضل.
مرحبًا بك أيها البابا القديس، مرحبًا بكم علماء المسلمين - كل المسلمين الأجلاء، وأهلاً بكم في ربوع مملكتنا التي لا تفرق بين لون وآخر، أو بين جنس وجنس، أو بين ديانة وأخرى، مرحبًا بكل من عاش معنا تلك اللحظات الفارقة، بكل من وضع بصمة لا تزول بمرور السنين على حجر زاوية رصين، وعلى كل خطوة من خطوات البشر الساعين إلى المحبة والسلام، والاستقرار والأمن والازدهار، وإلى كل من ساهم في إخراج هذا العرس الأممي الكبير بأحلى هياكله الخالدة، وأقدس لحظاته العامرة، وأروع ما يتحلى به الإنسان من أجل أخيه الإنسان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .