+A
A-

مصر بمئوية اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

تحتفل مصر، وعلماء المصريات في العالم، اعتباراً من أمس الجمعة، بالذكرى المئوية لأحد أهم الاكتشافات الأثرية التي شهدها العالم على مر التاريخ، وهو قيام البريطاني هوارد كارتر باكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون وكنوزه، في منطقة وادي الملوك الأثرية الغنية بمقابر ملوك مصر القديمة، والواقعة في البر الغربي لمدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر.

وتوت عنخ آمون هو أكثر اسم جذاب في عالم المصريات في العالم، ولكنه هو أكثر الأسماء غموضا، وهذا ما جعل العالم كله يحب قصة المقبرة واكتشافها كما يقول المؤرخ في علم المصريات بسام الشماع.

ويشرح الشماع حياة توت عنخ آمون قائلا إنه “رجل حكم حوالي 9 سنوات منذ أن كان في الثامنة أو التاسعة من عمره، وتوفي وهو في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة من العمر، ومع هذا لا نعرف الكثير عن حروبه وعن إنجازاته العسكرية، مثل ما نعرف عن الملوك الآخرين، لذلك تكتنف حياته حالة من الغموض، رغم أنها أشهر مقبرة، وأكبر عدد من الآثار والمقتنيات الشخصية والجنائزية التي تكُتشف في مقبرة واحدة”.

ودفن الملك توت عنخ آمون في وادي الملوك، وأُغلق قبره بقصد أن يتوارى عن الأنظار، كي لا ترى أيّ عين بشرية الذهب والمجوهرات والأعمال الفنية الثمينة التي ملأت الغرف الصغيرة بالمقبرة.

وقالت آلاء الشماحي “رغم مضيّ قرابة 3 آلاف عام على حكمه، ومرور 100 عام على اكتشاف هوارد كارتر لقبره، إلا أن العالم ما زال مهووساً بالملك الصبي، ومفتوناً بأسراره، ولا يزال اكتشاف قبره يعتبر أشهر اكتشاف أثري في كل العصور، وربما يعزى ذلك جزئياً إلى حجم الكنز الذي عثر عليه في ذلك المدفن، أو إلى حياته القصيرة أو لظهور مصطلح ‘لعنة فرعون’ التي استحوذت على الخيال العام في مختلف أنحاء العالم، إن الدخول في دراسة ‘اللعنات الفرعونية’ وسبر أعماقها أمر مثير للفضول يدفع الباحث لمحاولة معرفة أسرارها وفك ألغازها وفيما إذا كان هناك أي علم وراءها”.

ووفق بيان صادر عن مركز  البحوث الأميركي بمصر، تشهد مدينة الأقصر اليوم الجمعة إعادة افتتاح بيت هوارد كارتر الواقع على الهضبة الجبلية المطلة على الطريق المؤدي إلى منطقة وادي الملوك، بعد خضوعه لمشروع ترميم وتطوير نفذه المركز بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار المصرية.

ويحمل البيت اسم هوارد كارتر مستكشف مقبرة الفرعون الذهبي وكنوزه، ويرجع تاريخ إقامته إلى عام 1910 ميلادية، أي قُبيل 12 عاماً من اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وكنوزه، طبقا للبيان .

وصار البيت اليوم متحفاً أثرياً ومزاراً سياحيا يحكي لزوّاره سيرة حياة المستكشف البريطاني هوارد كارتر والكثير من المعلومات المتعلقة بكشفه المثير عن مقبرة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون وكنوزه.

ويتكون البيت من خمس غرف وممر ومعمل، وهو مغطى بسقف خشبي، فيما أقيمت بعض غرفه بنظام القبو الذي تفردت به عمارة حسن فتحي، حيث تم إعداد البيت وفق هندسة رائد العمارة المهندس المصري العالمي حسن فتحي.

ويلقي عالم المصريات المعروف زاهي حواس خلال حفل الافتتاح كلمة بعنوان “توت عنخ آمون: عائلته ووفاته ووادي الملوك بعد رحيل هوارد كارتر”.

كما تشهد مدينة الأقصر السبت انطلاق جلسات المؤتمر الدولي بعنوان “تجاوز الأبدية: مؤتمر الذكرى المئوية لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون”، والذي يشارك فيه نخبة من الآثاريين والعلماء والباحثين من مصر ودول عدة.

وتتناول جلسات المؤتمر الأبحاث التي سيناقشها المشاركون في المؤتمر، حياة الملك توت عنخ آمون وموته، وتاريخ أعمال التنقيب عن مقبرته وحفظ آثاره وعرضها.

وقال المجلس الأعلى للآثار المصرية، في بيان منفصل، إن متحف الأقصر للفن المصري القديم سيشهد على مدار الأيام القادمة بمناسبة المئوية معرضا أثريا مؤقتا بعنوان “الملك الذهبي” حيث سيجري عرض مجموعة من القطع الأثرية المتميزة ذات الصلة بالفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون الغامض الذي حير العلماء.​