العدد 5137
الإثنين 07 نوفمبر 2022
banner
التعايش بين الأديان... مبدأ ثابت
الإثنين 07 نوفمبر 2022

لاشك أن هذا الموضوع يستحق أن يكتب عنه بإسهاب وشمولية أكثر، فالكل يشهد أن هذه الأرض الطيبة وبفضل قيادتها الرشيدة كانت منذ القدم ولا تزال تتبع وتطبق مبدأ نشر التسامح والتأكيد على أن مملكة البحرين وطن جامع وشامل يؤمن بالتعايش الإنساني بين جميع الأديان والمذاهب. 
إن انعقاد ملتقى البحرين للحوار حول الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني برعاية كريمة من جلالة الملك المعظم وبمشاركة قداسة بابا الفاتيكان وفضيلة شيخ الأزهر الشريف ما هو إلا تأكيد وامتداد لتاريخ عريق ومسيرة تعايش وتسامح زاخرة عرفت عن مملكة البحرين منذ مئات السنين، كما أن تواجد علماء الدين والمفكرين على أرض الوطن يجسد أسمى وأبهى صور التعايش بين مختلف الأديان والمذاهب. إن مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه أعطت دروسا لشعوب العالم في التعايش والتسامح والتآخي والاندماج بين مختلف الأديان والمذاهب والطوائف، وقد عرفت مملكتنا الغالية بالتنوع الثقافي والديني والاجتماعي على مر العصور، حيث تزخر المملكة بالمساجد والحسينيات والكنائس والمعابد وهي تعيش في حالة نموذجية من التجانس والتعايش والتآلف الذي يعكس الوعي المتميز والمتحضر لدى المجتمع البحريني. 
معالي وزير التسامح والتعايش الإماراتي المشارك في الملتقى أشار في كلمته إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي إيجاد حلول للتعامل الفعال مع أية فروقات واختلافات بين الشرق والغرب بناء على المبادئ والقيم المشتركة، مشددًا على أن هذه الحلول يجب أن تشمل تطوير برامج التعليم وتطوير وسائل الإعلام والاتصال، وأنا أتفق تمامًا مع هذا الطرح الحكيم.
وعن تجربتي الشخصية في التعايش مع الأديان الأخرى، كنا في طفولتنا نرافق والدنا رحمه الله لحضور مختلف مناسبات تلك الأديان والتي كانت متبادلة بين الطرفين، وإلى يومنا هذا نحرص على الاستمرار على هذا النهج الحكيم، فالعلاقات الإنسانية والاحترام المتبادل من الثوابت، وشخصيا أملك أعز الأصدقاء من الديانات المسيحية والبوذية والهندوسية واليهودية وغيرها داخل البحرين وخارجها. والجدير ذكره هنا أنه وعلى الرغم من هذا التناغم والحب والاحترام والتعايش مع الأديان الأخرى، إلا أن هناك أصواتا نشازا دائمًا ما تنادي بالمقاطعة وعدم جواز ذلك شرعًا، ولهؤلاء نقول تذكروا قوله تعالى “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ”.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية