+A
A-

صدور كتاب "فريد رمضان.. حكايتنا البحرينية"

صدر حديثا عن دار ورق للنشر وبدعم من نوران بكتشرز كتاب "فريد رمضان.. حكايتنا البحرينية"، ويضم الكتاب الذي يقع في 277 ورقة 8 نصوص و33 شهادة من أصدقاء ورفقاء الراحل و10 دراسات والسيرة الإبداعية.

افتتاحية الكتاب جاءت بعنوان "سيرتي الناقصة" بقلم الراحل فريد رمضان ونقرأ منها: بعد كتابي الأول "البياض"، الذي وسمته بقصص قصيرة وطبع في العام 1984 وأنا أكاد ألمح تجربتي وهي تبحر في لجة عاصفة، تلقي بتخومها بعيدا عن عالم القصة القصيرة، مثلما كنت اعتقد حينها، وتأخذ مسارات أدبية وفنية أخرى، لعل آخرها انشغالاتي بكتابة السيناريو السينمائي، وكنت اسأل نفسي.. أين أنا من القصة؟ أنا المسكون بالحكايات والقصص التي لا نهاية لها.

بعد هذه التجربة المتواضعة، يمكنني أن أقول لكم وبصراحة، إنني ساكن في القصة حتى النخاع، مخلص لها ومتلبس بها، رغم محاولاتي العديدة بالتنكر لها، عبر تجارب تنحو نحو افق النص النثري والسرد الروائي والنص المسرحي، والفنون التشكيلية والكتابة للسينما والإذاعة والتلفزيون.

في نصوصي النثرية، أسعى لملاحقة سيرة ناقصة، هي سيرتي أنا بالتأكيد والآخرون هم الجحيم، في هذا المعترك الذي اشتهي الدخول فيه بين تجربة وأخرى، عبر علاقة ملتبسة بقسوة القدر وجماليات اللغة، وفي سرد يعكس طاقة الألم الجماعي عبر الألم الشخصي والخاص.

في التجارب المتقاطعة اشعر انني وسط فخاخ الحياة، ومعترك الكتابة، حيث وجدت في السرد الروائي ما يتيح لي فهم ذاتي، اجتهد من خلالها في سبر معنى الهوية ومفهومها في مجتمع ملتبس بها، ولقول ذلك كان على ان استنجد بالقصص والحكايات التي تقودني نحو هذه الفخاخ، مهيئا نفسي لاكتشاف جديد على المستوى الشخصي، فمن القصة استخلص حبل النجاة على انجح في فك الغازي التي تتلاحق من رواية إلى أخرى.

لقد علمتني الكتابة أن أكون مخلصا لها، وبقدر هذا الإخلاص كانت تمنحني أفق تجارب ذات أشكال مختلفة، أترك شأن تقييمها لأهل الاختصاص. ولأن اللغة كائن حي، حيث تولد وتنمو وتكبر وتضمر وتموت أيضا، فإن اللغة التي تحصنت بها في أشكال كتاباتي المختلفة، كان القص فيها ينمو مثل العشب، ويواجه مصيره مثلي، حيث أنمو وأكبر وأضمر وبالتأكيد سأموت، عبر مسايرة الطبيعة والحياة في تغيرها وتبدلها، ولكن ماذا سيبقى في النهاية.. ستبقى القصة فقط، باختلاف قوالبها الفنية التي اشتغلت عليها.